نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 393
النبي صلَّى اللَّه عليه وآله كان إذا بعث أميرا له على سرية أمره بتقوى اللَّه عزّ وجلّ في خاصة نفسه ثم في أصحابه عامة . ثم يقول : اغز باسم اللَّه وفي سبيل اللَّه . قاتلوا من كفر باللَّه . لا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا ولا متبتلا في شاهق . ولا تحرقوا النخل ولا تغرقوه بالماء ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تحرّقوا زرعا لأنكم لا تدرون لعلكم تحتاجون إليه . ولا تعقروا من البهائم ما يؤكل لحمه ، إلَّا ما لا بدّ لكم من أكله . الخبر . وهذه الروايات واضحة في ما قلناه في العنوان . مضافا إلى التبذير والإسراف المحرمين شرعا . نعم ، مع الضرورة أو توقف مصلحة الجيش على ذلك ترتفع الحرمة . وهي تحتوي إلى جنب ذلك بعض النصائح الإنسانية العالية ممّا لم يسبق لنا ذكره أود أن أشير له فيما يلي مختصرا : أولا : حرمة الغلول ، وهو السرقة من الغنيمة أو الإجحاف بأحد الأفراد أو أكثر في سهمه منها . ثانيا : حرمة المثلة . فإن المثلة محرمة نصا وإجماعا . وورد : أن المثلة حرام ولو بالكلب العقور . ومحل الشاهد أنه لا يجوز أن يمثلوا بأجساد الكفار أو الحيوانات بمعنى أن يقطعوها أكثر ممّا يحتاجون إليه في القتال . ثالثا : حرمة قتل المنعزل لأمره . قال : ولا متبتلا في شاهق . أي منعزلا للتبتل والعبادة . وبعد التجريد عن الخصوصية يمكن التعميم إلى كل فرد غير حامل السلاح . اتخاذ الشعار والشعار هو اللفظ الذي يجعل للجيش الإثارة الهمة فيهم والحماس بينهم . ووجوده ليس واجبا ولكنه مستحبّ بلا إشكال . وعليه السيرة منذ زمان النبي صلَّى اللَّه عليه وآله ومن الأدب الإسلامي بلا إشكال .
393
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 393