الثاني : هل الإيماء بالرأس أو بالعين ؟ الظاهر الأوّل ، فإنّه مضافا إلى التصريح به في رواية زرارة المتقدّمة يكون هو المنصرف من الإطلاق ، فإنّ المتعارف عند أهل العرف في تعظيماتهم العرفيّة إذا تعذّر تحطيط الظهر هو الإيماء بالرأس عوضه ، نعم لو تعذّر هو أيضا أومؤوا بالعين ، فهذه مناسبة عرفيّة موجبة لانصراف هذا الفرد من المطلق الوارد في مقام البدليّة عن الركوع والسجود ، ولعلّ أخفضيّة الإيماء للسجود عن الإيماء للركوع أيضا من هذا القبيل . مضافا إلى التصريح بها في خبر أبي البختري المرويّ عن قرب الإسناد عن جعفر بن محمّد عن أبيه عليهما السّلام قال عليه السّلام : « من غرق ثيابه فلا ينبغي له أن يصلَّي حتّى يخاف ذهاب الوقت يبتغي ثيابا ، فإن لم يجد صلَّى عريانا جالسا يومئ إيماء يجعل سجوده أخفض من ركوعه » [1] . الثالث : هل يجب عليه الانحناء بالمقدار الممكن بحيث لا يبدو ما خلفه أو لا ؟ ظاهر إطلاق الأخبار المكتفية بالإيماء عن الركوع والسجود الثاني ، ولكن مال بعضهم إلى الأوّل تمسّكا بالاستصحاب وقاعدة الميسور . وفيه أوّلا : أنّ الانحناء والهويّ ليس واجبا إلَّا مقدّمة للهيئة الخاصّة الركوعيّة أو السجوديّة ، فإذا فرض عدم وجوب تلك الهيئة فلا معنى للتمسّك بالاستصحاب
[1] الوسائل : كتاب الصلاة ، الباب 52 من أبواب لباس المصلَّي ، الحديث 1 .