نام کتاب : الفوائد الطوسية نویسنده : الحر العاملي جلد : 1 صفحه : 444
فإن أراد انه لا بد من معرفة هذه الأشياء لأجل اجتنابها لا العمل بها هان الخطب مع أنها معروفة لا تخفى ، ومن شك فيها أمكنه معرفتها من اللغة ومن كتب الاستدلال التي ألفها الشيعة قوله : وهذا اللفظ ورد في مقام المدح إلخ أقول : هذا عجيب جدا والجواب عن استدلاله بالخبر المذكور من وجوه . أحدها : انه خبر واحد لا يعارض المتواتر وثانيها : ان دلالته ظنية فالاستدلال بها على الاجتهاد الظني دوري وثالثها : انه محتمل للاحتمالات الكثيرة وإذا قام الاحتمال بطل الاستدلال كما يعترفون به . ورابعها : انه نظير قولهم عليهم السّلام قليل من سنة خير من كثير في بدعة [1] وقولهم ( ع ) الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة [2] وغير ذلك وهو مما شاة مع الخصم وخامسها : ان الاجتهاد هناك مخصوص بالاجتهاد في العبادة لا في تحصيل الظن المنهي عنه قطعا وهو مثل قولهم ( ع ) نوم العالم أفضل من عبادة العابد لان قبله نوم العالم أفضل من سهر الجاهل وبعد هذه العبارة وما يضمر النبي في نفسه أفضل من اجتهاد المجتهدين [3] . فالقرينة فيه ظاهرة واضحة في المراد الاجتهاد في العبادة كما روى عليكم بالورع والاجتهاد [4] فان ذكر الورع قرينة ظاهرة واضحة ان المراد به الاجتهاد في العبادة لا في تحصيل أمر منهي عنه ولا أقل من الاحتمال ولو جاز الاستدلال بمثل هذه العبارة على الاجتهاد في تحصيل الظن لجاز الاستدلال على جواز التقليد
[1] البحار ج 2 ص 261 وفيه فعمل قليل في سنة خير من عمل كثير في بدعة . [2] الوسائل ج 3 ص 387 [3] الكافي ج 1 ص 12 [4] الكافي ج 2 ص 76
444
نام کتاب : الفوائد الطوسية نویسنده : الحر العاملي جلد : 1 صفحه : 444