نام کتاب : ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة نویسنده : الشهيد الأول جلد : 1 صفحه : 287
فصل : عن علي ( عليه السلام ) : ( إن ابن آدم إذا كان في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة مثل له ماله وولده وعمله ، فيلتفت إلى ماله فيقول : والله إني كنت عليك لحريصا شحيحا فما لي عندك ؟ فيقول : خذ مني كفنك ، ويلتفت إلى ولده ، فيقول : والله إني كنت لكم محبا وإني كنت عليكم لمحاميا ، فماذا عندكم ؟ فيقولون : نؤديك إلى حفرتك نواريك فيها ، فيلتفت إلى عمله فيقول : والله إني كنت فيك لزاهد وإن كنت علي لثقيلا ، فما عندك ؟ فيقول : أنا قرينك في قبرك ويوم نشرك حتى أعرض أنا وأنت على ربك . فإن كان لله عز وجل وليا ، أتاه أطيب الناس ريحا وأحسنهم منظرا وأحسنهم رياشا ، فقال : أبشر بروح وريحان وجنة نعيم ، ومقدمك خير مقدم ، فيقول له : من أنت ؟ فيقول : أنا عملك الصالح ، ارتحل من الدنيا إلى الجنة ، وإنه ليعرف غاسله ويناشد حامله ان يعجله . فإذا أدخل قبره أتاه ملكا القبر يجران أشعارهما ويخدان الأرض بأنيابهما ، أصواتهما كالرعد القاصف ، وأبصارهما كالبرق الخاطف ! فيقولان له : من ربك ؟ وما دينك ؟ وما نبيك ؟ فيقول الله ربي ، وديني الاسلام ، ونبيي محمد ( صلى الله عليه وآله ) . فيقولان : ثبتك الله فيما تحب وترضى ، وهو قول الله عز وجل ( يثبت الله الذين آمنوا ) الآية [1] ثم يفسحان له في قبره مد بصره ، ثم يفتحان له بابا إلى الجنة ، ثم يقولان له : نم قرير العين نوم الشاب الناعم ) . فإذا كان لربه عدوا فإنه يأتيه أقبح من خلق الله زيا وأنتنه ريحا ، فيقول له : أبشر بنزل من حميم وتصلية جحيم ، وإنه ليعرف غاسله ويناشد حملته أن يحبسوه . فإذا ادخل القبر أتاه ممتحنا القبر فألقيا أكفانه ثم يقولان ، من ربك ؟ وما