نام کتاب : السرائر ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 75
عملي في تحقيق الكتاب : يخطر ببالي - انّي قرأت أو سمعت - كلمة لا أتذكر مصدرها وهي : إنّ تأليف كتاب جديد أيسر من إعادة النظر في تحقيقه من جديد . وربما كانت هذه الكلمة مأخوذة في معناها من مقالة للجاحظ في مشقة تصليح الكتب حيث قال : ولربما أراد مؤلّف الكتاب أن يصلح تصحيفاً أو كلمة ساقطة ، فيكون إنشاء عشر ورقات من حر اللفظ وشريف المعاني ، أيسر عليه من إتمام ذلك النقص ، حتى يرده إلى موضعه من اتصال الكلام ، فكيف يطيق ذلك المعارض المستأجر . وأعجب من ذلك انّه يأخذ بأمرين : قد أصلح الفاسد ، وزاد الصالح صلاحاً ، ثم يصير هذا الكتاب بعد ذلك نسخة لإنسان آخر [1] . وما ذكره الجاحظ حقيقة فعلية يعانيها كل محقق ، ومع ذلك فإنّ المؤلّف أو المصنّف حر في تصرّفه ، فهو يختار لنفسه الطريقة التي يسلكها ، والمادة التي يبحثها ، والموضوع الذي يؤلّف فيه ، فهو حرّ في تصرّفه مع ما يكتب كماً وكيفاً . أما المحقق فهو مقيّد لطريقة صاحب الكتاب المراد تحقيقه ، وملتزم بسلوك نهجه فيه خطوة خطوة ، وربما كان عمل المحقّق كفاء عمل المؤلّف إن لم يرجح عليه .