responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسائل العشر نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 313


يتوجه العرض إلى الجمادات .
وقيل : المراد تعظيم الأمر في الأمانة وتفخيمه ، فإن السماوات والأرض لو كانتا مما يعرض عليها الأمانة وعرضت لامتنعت من قبولها لعظيم المشقة فيها و حملها الإنسان كما قال " ولو أن قرآنا سيرت به الجبال " [1] والمراد لو أن قرآنا سيرت به الجبال لعظم محله وجلالة موقعه لكان هذا القرآن .
وروى أصحابنا أن المراد بالأمانة الولاية لمن أوجب الله علينا ولايته [2] وهذا داخل في الوجه الأول ، لأن التكليف قد اشتمل عليه ولا يجوز تخصيصه .
مسألة : عن قوله تعالى : " وإذا الوحوش حشرت " [3] والحشر إنما يكون لمن يستحق الثواب والعقاب ، والبهائم غير مكلفة ، ثم لم اختصت بالحشر دون غيرها من الحيوان .
الجواب : الحشر يكون لمستحق الثواب والعقاب وذلك يختص المكلفين . ويكون أيضا لكل حيوان له [ كذا ] على الألم الذي دخل عليها ، فأن الله تعالى لا بد أن يعوضه وإن لم يكن مستحقا لثواب أو عقاب .
مسألة : عن قوله تعالى : " وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله " [4] فقسمها قسمين وخصهما بوصفين والهبوط من الخشية لا يكون إلا من العقلاء المكلفين فما تأويل ذلك ؟ .
الجواب : المراد بهذه الآية عظم قساوة قلوب الكفار وشدة عنادهم فشبه ذلك بالحجارة في صلابتها وإنها مع صلابتها قد تلين في بعض الأحوال وتنشق فيخرج منها الماء بأمر الله تعالى ، وقلوب الكفار لا تلين ولا ترجع عما هي عليه فصارت كأنها أصلب من الحجارة .
وقوله : من خشية الله معناه أنها لا تمنع من فعل الله ولا يتعذر عليه الفعل فيها فكأنها خافته وخشيته فإن طاعت له [5] كما قال للسموات والأرض " ائتيا



[1] - سورة الرعد ، الآية : 31 .
[2] - راجع نور الثقلين 4 / 309 - 314 .
[3] - سورة التكوير ، الآية : 5 .
[4] - سورة البقرة ، الآية : 74
[5] - كذا في النسختين ، ولعل الصحيح : فانطاعت له .

313

نام کتاب : الرسائل العشر نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 313
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست