< شعر > وتظهر الزهد في الدنيا وأنت على عكوفها كعكوف الكلب في الجيف الفقر سر وعنك النفس تحجبه فارفع حجابك تجلو ظلَّة التلف وفارق الجنس وأقر النفس في نفس وغب عن الحس وأجلب ما شئت واتصف واخضع له وتذلل إذ دعيت له واعرف محلك من آباك واعترف وقف على عرفات الذل منكسراً وحول كعبة عرفان الصفا فطف وادخل إلى حبوة الأفكار مبتكراً وعد إلى حانة الأذكار بالصحف وإن سقاك مدبر الراح من يده كأس التجلي فخذ بكأس واغترف واشرب واسق ولا تبخل على ظمإ فان رجعت بلا ريّ فوا أسفى < / شعر > وله شعر يخاطب ( بيدمرّ ) حاكم دمشق عند ما حبسه في قلعة دمشق بتهمة وجّهها إليه أعداؤه في حديث طويل يتظلم فيه إليه عما أسند إليه من التهم وعن حياة السجن :
< شعر > يا أيها الملك المنصور بيدمر بكم خوارزم والأقطار تفتخر إني اراعي لكم في كل آونة وما جنيت لعمري كيف اعتذر لا تسمعن في أقوال الوشاة فقد باؤوا بزور وإفك ليس ينحصر واللَّه واللَّه إيماناً مؤكدة إني بريء من الإفك الذي ذكروا عقيدتي مخلصاً حب النبي ومن أحبه وصحاب كلهم غرر الفقه والنحو والتفسير يعرفني ثم الاصولان والقرآن والأثر < / شعر > وما تقدم من نماذج من شعر الشهيد يكفي ليلمس القارئ معالم الرقة والجمال في الأداء والتعبير في ( شعر الشهيد ) رحمه اللَّه تعالى .
2 - جهادُه عصر الشهيد :
لكي ندرس الجانب السياسي من ( حياة الشهيد ) ودوره في الجهاد

46