نام کتاب : معجم الأدباء نویسنده : ياقوت الحموي جلد : 19 صفحه : 280
وجدها ولا يثق بدوامها وأعوذ بالله أن ترضى لنفسك إلا بما يليق بمثلك أن يتسامى إليه بعلو همته وشدة أنفته وغيرته على نفسه ومما قد كررت عليك الوصاية به أن تحرص على ألا تقول شيئا لا يكون مهذبا في لفظه ومعناه ويتعين عليك إيراده وأن تصرف معظم حرصك إلى أن تسمع ما يفيدك لا ما يلهيك مما يلذ للأغمار وأهل الجهالة رفعك الله عن طبقتهم - فإن الأمر كما قال أفلاطون الفضائل مرة الورد حلو الصدر والرذائل حلوة الورد مرة الصدر وقد زاد أرسطاطاليس في هذا المعنى فقال إن الرذائل لا تكون حلوة الورود عند ذي فطرة سليمة بل يؤذيه تصور قبحها إذ يفسد عليه ما يستلذ من غيرها بها وكذلك يكون صاحب الطبع السليم قادرا على معرفة ما يتوخى وما يتجنب كالتام الصحة يكفي حسه تعريفه النافع والضار فلا ترض لنفسك - حفظك الله - إلا بما تعلم أنه يناسب طبقة أمثالك وأغلب خطرات الهوى بعزائم الرجال الراشدين واطمح بنفسك إلى المعالي بإطاعة عقلك فإنك تسر بنفسك وتراها في كل يوم مع الاعتماد
280
نام کتاب : معجم الأدباء نویسنده : ياقوت الحموي جلد : 19 صفحه : 280