نام کتاب : مختصر المعاني نویسنده : التفتازاني جلد : 1 صفحه : 67
جعله في الأصل مؤخرا على أنه فاعل معنى لا لفظا بان يكون بدلا من الضمير الذي هو فاعل لفظا لا معنى وهذا معنى قوله . ( واستثنى ) السكاكي ( المنكر بجعله من باب وأسروا النجوى الذين ظلموا ، أي على القول بالابدال من الضمير ) يعنى قدر بان أصل رجل جاءني جاءني رجل على أن رجل ليس بفاعل ، بل هو بدل من الضمير في جاءني ، كما ذكر في قوله تعالى [ وأسروا النجوى الذين ظلموا ] ان الواو فاعل والذين ظلموا بدل منه . وانما جعله من هذا الباب ( لئلا ينتفى التخصيص إذ لا سبب له ) أي للتخصيص ( وسواه ) أي سوى تقدير كونه مؤخرا في الأصل على أنه فاعل معنى ولولا أنه مخصص لما صح وقوعه مبتدأ ( بخلاف المعرف ) فإنه يجوز وقوعه مبتدأ من غير اعتبار التخصيص ، فلزم ارتكاب هذا الوجه البعيد في المنكر دون المعرف . فان قيل : فلزمه ابراز الضمير في مثل جاءني رجلان وجاؤني رجال والاستعمال بخلاف قلنا ليس مراده ان المرفوع في قولنا جاءني رجل ، بدل لا فاعل ، فإنه مما لا يقول به عاقل فضلا عن فاضل ، بل المراد ان المرفوع في مثل قولنا رجل جاءني ان يقدر ، ان الأصل جاءني رجل على أن رجلا بدل لا فاعل ، ففي مثل رجال جاؤني يقدر ان الأصل جاؤني رجال فليتأمل . ( ثم قال ) السكاكي ( وشرطه ) أي وشرط كون المنكر من هذا الباب ، واعتبار التقديم والتأخير فيه ( إذا لم يمنع من التخصيص مانع كقولك رجل جاءني على ما مر ) ان معناه رجل جاءني لا امرأة أو لا رجلان ( دون قولهم شر أهر ذا ناب ) فان فيه مانعا من التخصيص . ( اما على تقدير الأول ) يعنى تخصيص الجنس ( فلامتناع ان يراد ان المهر شر لا خير ) لان المهر لا يكون الا شرا . واما على ( الثاني ) يعنى تخصيص الواحد ( فلنبوه عن مظان استعماله ) أي لنبو تخصيص الواحد عن مواضع استعمال هذا الكلام ، لأنه لا يقصد به ان المهر شر لا شران وهذا ظاهر .
67
نام کتاب : مختصر المعاني نویسنده : التفتازاني جلد : 1 صفحه : 67