نام کتاب : مختصر المعاني نویسنده : التفتازاني جلد : 1 صفحه : 267
عبر عنه بالضحك الذي معناه الحقيقي مقابل للبكاء . ( ويسمى الثاني إيهام التضاد ) لان المعنيين قد ذكرا بلفظين يوهمان التضاد نظرا إلى الظاهر ( ودخل فيه ) أي في الطباق بالتفسير الذي سبق ما يختص باسم المقابلة وان جعله السكاكي وغيره قسما برأسه من المحسنات المعنوية ( وهي ان يؤتى بمعنيين ) متوافقين ( أو أكثر ثم ) يؤتى ( بما يقابل ذلك ) المذكور من المعنيين المتوافقين أو المعاني المتوافقة ( على الترتيب ) فيدخل في الطباق لأنه جمع بين معنيين متقابلين في الجملة . ( والمراد بالتوافق خلاف التقابل ) حتى لا يشترط ان يكونا متناسبين أو متماثلين فمقابلة الاثنين بالاثنين ( نحو فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا ) اتى بالضحك والقلة المتوافقين ثم بالبكاء والكثرة المتقابلين لهما ( و ) مقابلة الثلاثة بالثلاثة ( نحو قوله ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا ، وأقبح الكفر والافلاس بالرجل ) اتى بالحسن والدين والغنى ثم بما يقابلها من القبح والكفر والا فلاس على الترتيب ( و ) مقابلة الأربعة بالأربعة ( نحو فاما من أعطى واتقى ، وصدق بالحسنى ، فسنيسره لليسرى ، واما من بخل واستغنى ، وكذب بالحسنى ، فسنيسره للعسرى ، ) والتقابل بين الجميع ظاهرا لا بين الاتقاء والاستغناء فبينه بقوله . ( والمراد باستغنى انه زهد فيما عند الله تعالى كأنه استغنى عنه ) أي أعرض عما عند الله تعالى ( فلم يتق أو ) المراد باستغنى ( استغنى بشهوات الدنيا عن نعيم الجنة فلم يتق ) فيكون الاستغناء مستتبعا لعدم الاتقاء وهو مقابل للاتقاء فيكون هذا من قبيل قوله تعالى أشداء على الكفار رحماء بينهم ، ( وزاد السكاكي ) في تعريف المقابلة قيدا آخر حيث قال هي ان تجمع بين شيئين متوافقين أو أكثر وضديهما ( وإذا شرط ههنا ) أي فيما بين المتوافقين أو المتوافقات ( أمر شرط ثمة ) أي فيما بين ضديهما أو أضدادها ( ضده ) أي ضد ذلك الامر ( كهاتين الآيتين فإنه لما جعل التيسير مشتركا بين الاعطاء والاتقاء والتصديق جعل ضده ) أي ضد التيسير وهو التعسير المعبر عنه بقوله فسنيسره
267
نام کتاب : مختصر المعاني نویسنده : التفتازاني جلد : 1 صفحه : 267