نام کتاب : مختصر المعاني نویسنده : التفتازاني جلد : 1 صفحه : 235
ثم وصفه بالغمر الذي يناسب العطاء دون الرداء تجريدا للاستعارة والقرينة سياق الكلام أعني قوله ( إذا تبسم ضاحكا ) أي شارعا في الضحك آخذا فيه . وتمامه غلقت بضحكته رقاب المال أي إذا تبسم غلقت رقاب أمواله في أيدي السائلين . يقال غلق الرهن في يد المرتهن إذا لم يقدر على انفكاكه . ( و ) الثالث ( مرشحة وهي ما قرن بما يلائم المستعار منه نحو أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم ) استعير الاشتراء للاستبدال والاختيار . ثم فرع عليها ما يلائم الاشتراء من الربح والتجارة ( وقد يجتمعان ) أي التجريد والترشيح ( كقوله لدى أسد شاكي السلاح ) هذا تجريد لأنه وصف بما يلائم المستعار له أعني الرجل الشجاع ( مقذف له لبد أظفاره لم تقلم ) هذا ترشيح لان هذا الوصف مما يلائم المستعار منه أعني الأسد الحقيقي . واللبد جمع لبدة وهي ما تلبد من شعر الأسد على منكبيه والتقليم مبالغة القلم وهو القطع ( والترشيح أبلغ ) من الاطلاق والتجريد ومن جمع التجريد والترشيح ( لاشتماله على تحقيق المبالغة ) في التشبيه لان في الاستعارة مبالغة في التشبيه فترشيحها بما يلائم المستعار منه تحقيق ذلك وتقوية له ( ومبناه ) أي مبنى الترشيح ( على تناسى التشبيه ) وادعاء ان المستعار له نفس المستعار منه لا شئ شبيه به ( حتى أنه يبنى على علو القدر ) الذي يستعار له علو المكان ( ما يبنى على علو المكان كقوله ويصعد حتى يظن الجهول بان له حاجة في السماء ) استعار الصعود لعلو القدر والارتقاء في مدارج الكمال ثم بنى عليه ما يبنى على علو المكان والارتقاء إلى السماء من ظن الجهول ان له حاجة في السماء . وفي لفظ الجهول زيادة مبالغة في المدح لما فيه من الإشارة إلى أن هذا انما يظنه الجهول واما العاقل فيعرف انه لا حاجة له في السماء لاتصافه بسائر الكمالات . وهذا المعنى مما خفى على بعضهم فتوهم ان في البيت تقصيرا في وصف علوه حيث أثبت هذا الظن للكامل الجهل بمعرفة الأشياء ( ونحو ) أي مثل البناء على علو
235
نام کتاب : مختصر المعاني نویسنده : التفتازاني جلد : 1 صفحه : 235