نام کتاب : مختصر المعاني نویسنده : التفتازاني جلد : 1 صفحه : 174
نحو قوله تعالى وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون ) فهذا شرط حذف جوابه ( أي أعرضوا بدليل ما بعده ) وهو قوله تعالى وما تأتيهم من آية من آيات ربهم الا كانوا عنها معرضين ( أو للدلالة على أنه ) اي جواب الشرط ( شئ لا يحيط به الوصف أو لتذهب نفس السامع كل مذهب ممكن مثالهما ولو ترى إذ وقفوا على النار ) فحذف جواب الشرط للدلالة على أنه لا يحيط به الوصف أو لتذهب نفس السامع كل مذهب ممكن ( أو غير ذلك ) المذكور كالمسند إليه والمسند والمفعول كما مر في الأبواب السابقة وكالمعطوف مع حرف العطف ( نحو لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أي ومن أنفق من بعده وقاتل بدليل ما بعده ) يعنى قوله تعالى أولئك أعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا ( واما جملة ) عطف على اما جزء جملة . فان قلت ماذا أراد بالجملة ههنا حيث لم يعد الشرط والجزاء جملة . قلت أراد الكلام المستقل الذي لا يكون جزء من كلام آخر ( مسببة عن ) سبب ( مذكور نحو ليحق الحق ويبطل الباطل ) فهذا سبب مذكور حذف مسببه ( أي فعل ما فعل أو سبب لمذكور نحو ) قوله تعالى فقلنا اضرب بعصاك الحجر ( فانفجرت ان قدر فضربه بها ) فيكون قوله فضر به بها جملة محذوفة هي سبب لقوله فانفجرت ( ويجوز ان يقدر فان ضربت بها فقد انفجرت ) فيكون المحذوف جزء جملة هو الشرط ومثل هذه الفاء يسمى فاء فصيحة قيل على التقدير الأول وقيل على التقدير الثاني . وقيل على التقديرين ( أو غيرهما ) أي غير المسبب والسبب ( نحو فنعم الماهدون على ما مر ) في بحث الاستيناف من أنه على حذف المبتدأ والخبر على قول من يجعل المخصوص خبر مبتدأ محذوف ( واما أكثر ) عطف على اما جملة أي أكثر ( من جملة ) واحدة ( نحو انا أنبئكم بتأويله فارسلون يوسف ، أي ) فأرسلوني ( إلى يوسف لأستعبره الرؤيا ففعلوا فأتاه فقال له يا يوسف والحذف على وجهين ان لا يقام شئ ء مقام المحذوف ) بل يكتفى بالقرينة ( كما مر ) في الأمثلة السابقة ( وان يقام
174
نام کتاب : مختصر المعاني نویسنده : التفتازاني جلد : 1 صفحه : 174