لله وأوصيه بالعاشق المسبى * وبقلبي ذاك الذي استلو وإن تيسر لك أن ترى قلبي * وأن يسل عن جسمي الضعيف قلو أنو نخيل من بعدك إلى أن فاظ * واغتسل مما من عيونو فاض وعلى حذو الدارجين قد حذا * وفي نايو حادي المنايا حدا أذكراني في عتبو وخد البهار * عصتو حتى وقف على ما حرا وبقي هو يحمرونا بصفار * ونوادر مني ومنو ترا فلا تعجب من خد وكيف يحمار * فوق ورد الخدود وتحتو جرا ماء الحيا في وجناتو لما انغاظ * ونشف ماء لوني إلى أن غاض وما ينكر حالي وحالوا فذا * سر فيه ممن أنا لو فدا ونظمت في هذا النوع الغريب تورية فجاءت في غاية الحسن ولم أسبق إليها إلا من الشاب الظريف محمد بن العفيف كقوله عبتم من المحبوب حمرة شعره * وأظنكم بدليله لم تشعروا لا تنكروا ما أحمر منه فإنه * بدماء أرباب الغرام مضفر وقولي خاطرت في عشقي له يا مهجتي * لا تشغلي قلبي الحزين وخاطري فالطرف شاهد منه ناضر قده * فغدا يهيم بكل غصن ناضر وقولي مرج حماة بنوا غيره * زاد على المقياس في روضته واغتاظ نمروذ دمشق له * فقلت لا أفكر في غيضته وقولي حضبت عزمي إليك شوقا * فلم أطق مكثة بأرض وحيث لم أحظ بالتلاقي * فغايتي أن ألوم حضي انتهى الكلام على الجناس اللفظي وأما الجناس المقلوب وسماه قوم جناس العكس وهو الذي يشتمل كل واحد من ركنيه على حروف الآخر من غير زيادة ولا نقص ويخالف أحدهما الآخر في الترتيب كقوله تعالى حكاية عن هارون خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ومنه قول النبي يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وارقأ وما ألطف ما أشار الصاحب بن عباد إلى الجناس المقلوب بقوله لأبي العباس بن الحرث في يوم قيظ وقد طلب مروحة الخيش ما يقول الشيخ في قلبه يعني الخيش ومروحة الخيش أحدثها بنو العباس وذكرها الحريري في المقامات وقال اسمعوا وقيتم الطيش وأنشد لغزا في مروحة الخيش وجارية في سيرها مشمعلة * ولكن على أثر المسير قفولها لها سائق من جنسها يستحثها * على أنه في الاحتثاث رسيلها ترى في أوان القيظ تنطف بالندى * ويبدو إذا ولى المصيف فحولها وكان السبب في حدوث هذه المروحة إن هارون الرشيد دخل يوما على أخته علية بنت المهدي في يوم قيظ فألفاها وقد صبغت ثيابها من زعفران وصندل ونشرتها على الحبال لتجف فجلس هارون قريبا من الثياب المنشورة فصارت الريح تمر على الثياب فتحمل منها ريحا بليلة عطرة فوجد لذلك راحة من الحر واستطابه وأمر أن يصنع له مثل ذلك وقال ابن الشريشي في شرح المقامات وهذه المروحة شبه الشراع للسفينة تعلق بالسقف ويشد بها حبل وتبل بالماء وترش بالماورد فإذا أراد الرجل في القائلة أن ينام جذبها بحبلها فتذهب بطول البيت وتجئ فيهب على النائم منها نسيم بارد رطب اه رجع إلى الجناس المقلوب فمنه قول بعضهم حكاني بهار الروض حين ألفته * وكل مشوق للبهار مصاحب