responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 160


وأين الشيخ صفي الدين الحلي من قول كمال الدين بن نبيه وقد تقدم يا طالب الرزق إن سدت مذاهبه * قل يا أبا الفتح يا موسى وقد فتحت هذا المخلص لحسن تجريده يستغنى به عن قصيدة وقد تقرر أن نظام البديعيات التزموا أن يكون كل بيت منها شاهدا على نوعه بمجرده ليس له تعلق بما قبله ولا بما بعده ومخلص العميان مثل مخلص الشيخ صفي الدين الحلي أيضا فإنه غير صالح للتجريد وما تتم به الفائدة إن لم يأت ناظمه بما قبله وعلى مذهب أصحاب البديعيات ما يصلح أن يكون شاهدا وهو يمم بنا البحر إن الركب في ظمأ * فقلت سيروا فهذا البحر عن أمم وقد تقدم قولي إن العميان أتوا في براعة الاستهلال بصريح المدح وهو قولهم فيها بطيبة انزل ويمم سيد الأمم * وانشر له المدح وانثر طيب الكلم فإذا حصل التصريح بالمدح في المطلع الذي هو براعة الاستهلال لم يبق لحسن التخلص موقع فإن حسن التخلص من شرطه أن يخلص الشاعر من الغزل إلى المديح لا من المديح إلى المديح وأيضا فإن النبي لم يكن له في المخلص ذكر ولكنه استغنى بذكر البحر فإنه جعله كناية عن كرم النبي ومخلص الشيخ عز الدين في بديعيته حسن التخلص من ذنبي العظيم غدا * بمدح أكرم خلق الله كلهم الشيخ عز الدين صرح بذكر حسن التخلص في أول البيت هنا وجل القصد أن يكون التصريح به في الشطر الثاني مع أنه لم يأت بحسن التخلص على الشروط المقررة فإنه انتقل من معنى إلى معنى آخر من غير تعلق بينهما كأنه استبدأ كلاما آخر وقد تقدم القول في أول الباب إن هذا النوع إذا نسج على هذا المنوال سمي اقتضابا ولم يكن له حظ في حسن التخلص فإن الشيخ عز الدين قال قبل مخلصه وارع النظير من القوم الأولى سلفوا * من الشباب ومن طفل ومن هرم ثم قال بعده حسن التخلص من ذنبي العظيم غدا * بمدح أكرم خلق الله كلهم الشيخ عز الدين استبدأ هنا كلاما آخر وليس بين بيت التخلص وبين ما قبله علاقة ولا أدنى مناسبة وبيت بديعيتي ومن غدا قسمه التشبيب في غزل * حسن التخلص بالمختار من قسمي هذا البيت ما يشك متأدب أنه أعمر بيوت البديعيات وهو في غنية عن الإطناب في وصفه ذكر الاطراد محمد بن الذبيحين الأمين أبو البتول * خير نبي في اطرادهم الاطراد في اللغة مصدر اطرد الماء وغيره إذا جرى من غير توقف وفي الاصطلاح أن يذكر الشاعر اسم الممدوح واسم من أمكنه من آبائه في بيت واحد على الترتيب ولا يخرج عن طرق السهولة ومتى تكلف أو تعسف في بناء بيته لم يعد اطرادا فإن المقصود من هذا النوع أن يكون كلام الناظم في سهولة جريانه واطراده كجريان الماء في اطراده فمتى جاء كذلك دل على قوة الشاعر وتمكنه وحسن تصرفه وقد تقدم القول إن الشيخ صفي الدين ما نظم بديعيته حتى جمع عنده سبعين كتابا في هذا الفن يجتني من أوراقها كل ثمرة شهية ورأيته في شرح بديعيته قد أورد لهذا المعنى حدا فيه زيادة على الجماعة فإنهم لم يزيدوا على اسم الممدوح واسم من أمكن من آبائه شيئا والشيخ صفي الدين نقل في شرح بديعيته أن الاطراد عبارة عن اسم الممدوح ولقبه وكنيته وصفته اللائقة به واسم من أمكن من أبيه وجده وقبيلته ليزداد الممدوح تعريفا وشرط أن يكون ذلك في بيت واحد من غير تعسف ولا تكلف ولا انقطاع بألفاظ أجنبية وأورد على ذلك قول بعضهم مؤيد الدين أبو جعفر * محمد بن العلقمي الوزير هذا البيت جمع ناظمه فيه بين اللقب والكنية واسم الممدوح واسم أبيه والصفة اللائقة به وهو

160

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست