وطالعت تقطيف الجزار فأعجبني منه مخلص قصيدة يمدح بها الأمير جمال الدين موسى بن يغمور مطلعها نقلت لقلبي ما بجفنيك من كسر * وعلمت جسمي بالضنى رقة الخصر ولم يزل الجزار يتقطف ما تشتهيه النفس من هذا النوع إلى أن قال وهيفاء تحكي الظبي جيدا ومقلة * رنت وانثنت فارتعت بالبيض والسمر جسرت على لثم الشقيق بخدها * ورشف رضاب لم أزل منه في سكر ولست أخاف السحر من لحظاتها * لأني بموسى قد أمنت من السحر وما أحل ما قال بعد تخلصه بموسى فتى إن سطا فرعون فقر وجدته * يغرقه من جود كفيه في بحر له باليد البيضاء أعظم آية * إذا اسودت الأيام من نوب الدهر ومن مخالص الشيخ جمال الدين بن نباتة التي هي أوقع في القلوب من خالص الوداد وتوريتها أنفس من خلاصة العقود في الأجياد قوله من قصيدة يمدح بها قاضي القضاة تاج الدين السبكي مطلعها وأحيرتي بظلام الطرة الداجي * وشقوتي بنعيم الملمس العاجي ولم يزل يكرر حلاوة هذا النبات إلى أن قال قد أسرج الحسن خديه فدونك ذا * سراج خد على الأكباد وهاج وألجم العزل فاركض في محبته * طرف الهوى بعد إلجام وإسراج وقسم الشعر فاجعل في محاسنه * شذر القلائد واهد الدر للتاج ومثله قوله من قصيدة يمدح بها القاضي جمال الدين بن الشهاب محمود مطلعها بأبي نافر كثير الدلال * إن هذا النفار شأن الغزال ثم قال بعده حبذا منه مقلة لست أدري * أبهدب تصول أم بنبال صنفت شجونا بغزال جفن * فقرأنا مصنف الغزالي وهوينا حلو القوام فنادت * لا عجيب حلاوة العسال من معيني على هوى زاد حتى * أهملته نصائح العذال لو رأى عاذلي حقيقة أمري * لرثاني ولا أقول رثى لي في جمال الحبيب مت شجونا * وبروحي أفدي تراب الجمال ومثله قول الشيخ برهان الدين القيراطي من قصيدة يمدح بها الأمير سيف الدين الكريمي مطلعها غرامي فيك يا قمري غريمي * وذكرك في دجى ليلي نديمي وقال بعده وملني الحميم وصدعني * ومالي غير دمعي من حميم وكم سأل العواذل عن حديثي * فقلت لهم على العهد القديم وعم تسألون ولي دموع * تخبرهم عن النبأ العظيم ولم يزل القيراطي يحرر إبريز هذه المعاني إلى أن قال فموعده وناظره وجسمي * سقيم من سقيم في سقيم كريم مال بخلا عن ودادي * فملت لنحو مخدوم كريم المخالص بالتورية على هذا النمط طريقها مخوف وباب مسلكها مقفل لا سيما على من كفه من هذا الفن صفر ورجله حافية وليس له محمل ومن مخالصي التي ما برحت التورية في أبواب بيوتها خادمه وكم سلكت هذا الطريق المخوف وعادت إلى بيوتها سالمه قولي من قصيدة امتدح بها شرف الدين صدقة ابن الشماع الشهير في دمشق بابن مسعود وكان من أعز الأصحاب وممن رشف معنا في ذلك العصر سلافة الآداب مطلعها