فكتب موجها في صناعته أما بعد فإنا كنا مع العدو في حلقة كدائرة البيمارستان حتى لو رميت مبضعا لم يقع إلا على قيفال ولم يكن إلا كجس نبضة أو نبضتين حتى لحق العدو بحران عظيم فهلك بسعادتك يا معتدل المزاج وكان أبو الحسين الجزار ونصير الدين الحمامي وسراج الدين الوراق لم يخرجوا عن هذا النوع في غالب نظمهم ويأتي الكلام على ذلك في مواضعه من باب التورية وأما توجيه أسماء أنواع البديع فهو نسيج وحده وواسطة عقده وما ذاك إلا أنه رسم لي بإنشاء توقيع المقر الأخوي الزيني عبد الرحمن بن الخراط الشافعي أحد أعيان العصر في الأدب بكتابة السر بثغر طرابلس وأنا منشئ ديوان الإنشاء الشريف المؤيدي بالديار المصرية فقصدت التوجيه بالأنواع المذكورة لتحصل الملاءمة ومراعاة النظير بذلك فإن صاحب التوقيع من المتميزين على كلا الحالين بحسن الأدب فمن ذلك قولي في فصل التعدية وبعد فمنهل إنعامنا الشريف قد حلينا لأهل الأدب مورده لتصير عقود إنشائنا بجواهر منثورة منضده وتطلع كل براعة باستهلالها في أشرف المطالع وتسكن النزاهة طباق البديع للمقابلة فيتنزه الناظر والسامع ويقوم الاستخدام بما يجب عليه من واجب الخدمة ويزيل الاقتباس بنوره عن أهلته كل ظلمة وتجول خيول الاستطراد في رد العجز على صدره ويحصل لأهل الأدب في زماننا تمكين فيظهر الافتنان في نظمه ونثره ويصير لفقه المذهب الكلامي في أيامنا الشريفة ترشيح ومماثلة ومناسبة ويبرز في توشيح التسليم من غير اعتراض مناقضة ومواربة ويجنح العصيان إلى الدخول تحت الطاعة ويسمع القول بموجبه من غير مراجعة في كل براعة ويزول التجاهل بالعارف ويصير التسجيع والمواربة عند إيجازه بالمواقف وكان المجلس العالي القضائي عبد الرحمن بن الخراط الشافعي ممن حسن بيانه إيضاح وللسر عنده حسن إيداع وللأدب إليه التفات لأنه بجواهر ترصيعه يشنف الأسماع وهو الفاضل الذي إذا نظم أزال بسهولة نظمه الإبهام والتوهيم وإذا نثر عقود الإنشاء فلا فرق بين عبد الرحمن وعبد الرحيم يحسن في المطالعة والأمثلة الشريفة طيه ونشره وهو من الشعراء فيما يبعد من القصص إذا علا في تفسيرها أمره فلذلك رسم بالأمر الشريف لا زالت براعة المطلب منظومه في بديع زمانه بإنعامه ولا برحت أبوابه الشريفة في تصريح وتشريع لوفود أهل الأدب في أيامه أن يستقر لأنه ممن يحسن به التحبير ويحصل به الاكتفاء والتتميم ويجمع من نظمه ونثره بين التحميس والترسل فيحسن الجمع بهذا التقسيم فليباشر ذلك ويجعل الاستعانة بالله ليأمن من التنكيت والتعليل ويصير لشقة الإنشاء بعد النقص تسهيم وتكميل ويظهر لبرد الكلام بحسن تفصيله تفويت وتوشيع ولأصول التهذيب والتأديب مبالغة وتفريع والوصايا كثيرة لا تخفى على الأديب الفاضل الاحتراس والفرق بين المستوي والمقلوب وبه يحصل النسق في جمع الفرائد وتظهر براعة التخلص في عنوان كل مطلوب لأنه الفاضل الذي إن سكن ثغرا لم يفته شنب التورية بحسن نظامه أو جاور بحرا فهو أديب والبحور في تصريف أوامره في نقضه وإبرامه والله تعالى يجعل نظم هذا الثغر بحسن أدبه في بلاغة وانسجام وكما أحسن له الابتداء يعضده بديع السماوات والأرض بحسن الختام وقد طال الشرح في نوع التوجيه ولم يبق للإطالة وجه وبيت الشيخ صفي الدين الحلي في هذا النوع خلت الفضائل بين الناس ترفعني * بالابتداء فكانت أحرف القسم الشيخ صفي الدين قصد في توجيه بيته بعض قواعد النحو وهو بيت عامر بالمحاسن وقد تقدم ما أوردناه من هذا القسم وبيت بديعيتي وأسود الخال في نعمان وجنته * لي منذر منه بالتوجيه للعدم