responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 143


فكتب موجها في صناعته أما بعد فإنا كنا مع العدو في حلقة كدائرة البيمارستان حتى لو رميت مبضعا لم يقع إلا على قيفال ولم يكن إلا كجس نبضة أو نبضتين حتى لحق العدو بحران عظيم فهلك بسعادتك يا معتدل المزاج وكان أبو الحسين الجزار ونصير الدين الحمامي وسراج الدين الوراق لم يخرجوا عن هذا النوع في غالب نظمهم ويأتي الكلام على ذلك في مواضعه من باب التورية وأما توجيه أسماء أنواع البديع فهو نسيج وحده وواسطة عقده وما ذاك إلا أنه رسم لي بإنشاء توقيع المقر الأخوي الزيني عبد الرحمن بن الخراط الشافعي أحد أعيان العصر في الأدب بكتابة السر بثغر طرابلس وأنا منشئ ديوان الإنشاء الشريف المؤيدي بالديار المصرية فقصدت التوجيه بالأنواع المذكورة لتحصل الملاءمة ومراعاة النظير بذلك فإن صاحب التوقيع من المتميزين على كلا الحالين بحسن الأدب فمن ذلك قولي في فصل التعدية وبعد فمنهل إنعامنا الشريف قد حلينا لأهل الأدب مورده لتصير عقود إنشائنا بجواهر منثورة منضده وتطلع كل براعة باستهلالها في أشرف المطالع وتسكن النزاهة طباق البديع للمقابلة فيتنزه الناظر والسامع ويقوم الاستخدام بما يجب عليه من واجب الخدمة ويزيل الاقتباس بنوره عن أهلته كل ظلمة وتجول خيول الاستطراد في رد العجز على صدره ويحصل لأهل الأدب في زماننا تمكين فيظهر الافتنان في نظمه ونثره ويصير لفقه المذهب الكلامي في أيامنا الشريفة ترشيح ومماثلة ومناسبة ويبرز في توشيح التسليم من غير اعتراض مناقضة ومواربة ويجنح العصيان إلى الدخول تحت الطاعة ويسمع القول بموجبه من غير مراجعة في كل براعة ويزول التجاهل بالعارف ويصير التسجيع والمواربة عند إيجازه بالمواقف وكان المجلس العالي القضائي عبد الرحمن بن الخراط الشافعي ممن حسن بيانه إيضاح وللسر عنده حسن إيداع وللأدب إليه التفات لأنه بجواهر ترصيعه يشنف الأسماع وهو الفاضل الذي إذا نظم أزال بسهولة نظمه الإبهام والتوهيم وإذا نثر عقود الإنشاء فلا فرق بين عبد الرحمن وعبد الرحيم يحسن في المطالعة والأمثلة الشريفة طيه ونشره وهو من الشعراء فيما يبعد من القصص إذا علا في تفسيرها أمره فلذلك رسم بالأمر الشريف لا زالت براعة المطلب منظومه في بديع زمانه بإنعامه ولا برحت أبوابه الشريفة في تصريح وتشريع لوفود أهل الأدب في أيامه أن يستقر لأنه ممن يحسن به التحبير ويحصل به الاكتفاء والتتميم ويجمع من نظمه ونثره بين التحميس والترسل فيحسن الجمع بهذا التقسيم فليباشر ذلك ويجعل الاستعانة بالله ليأمن من التنكيت والتعليل ويصير لشقة الإنشاء بعد النقص تسهيم وتكميل ويظهر لبرد الكلام بحسن تفصيله تفويت وتوشيع ولأصول التهذيب والتأديب مبالغة وتفريع والوصايا كثيرة لا تخفى على الأديب الفاضل الاحتراس والفرق بين المستوي والمقلوب وبه يحصل النسق في جمع الفرائد وتظهر براعة التخلص في عنوان كل مطلوب لأنه الفاضل الذي إن سكن ثغرا لم يفته شنب التورية بحسن نظامه أو جاور بحرا فهو أديب والبحور في تصريف أوامره في نقضه وإبرامه والله تعالى يجعل نظم هذا الثغر بحسن أدبه في بلاغة وانسجام وكما أحسن له الابتداء يعضده بديع السماوات والأرض بحسن الختام وقد طال الشرح في نوع التوجيه ولم يبق للإطالة وجه وبيت الشيخ صفي الدين الحلي في هذا النوع خلت الفضائل بين الناس ترفعني * بالابتداء فكانت أحرف القسم الشيخ صفي الدين قصد في توجيه بيته بعض قواعد النحو وهو بيت عامر بالمحاسن وقد تقدم ما أوردناه من هذا القسم وبيت بديعيتي وأسود الخال في نعمان وجنته * لي منذر منه بالتوجيه للعدم

143

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست