إن جئت سلعا فسل عن جيرة العلم * وأقر السلام على عرب بذي سلم فقد شبب بذكر سلع والسؤال عن جيرة العلم والسلام على عرب بذي سلم ولا يشكل على من عنده أدنى ذوق أن هذه البراعة صدرت لمديح نبوي ومطلع البردة أيضا في هذا الباب من أحسن البراعات أيضا وهو أمن تذكر جيران بذي سلم * مزجت دمعا جرى من مقلة بدم فمزج دمعه بدمه عند تذكر جيران بذي سلم من ألطف الإشارات إلى أن القصيدة نبوية وما أحلى ما قال بعده أم هبت الريح من تلقاء كاظمة * وأومض البرق في الظلماء من أضم وحشمة الشيخ جمال الدين بن نباتة في براعة قصيدته الرائية النبوية يتعلم الأديب منها سلوك الأدب وهي صحا القلب لولا نسمة تتخطر * ولمعة برق بالفضا تتسعر وما أحشم قوله بعده وذكر جبين المالكية أن بدا * هلال الدجى والشيء بالشيء يذكر سقى الله أكناف الفضا سائل الحيا * وإن كنت أسقى أدمعا تتحدر وأما قصيدتي النبوية الموسومة بأمان الخائف فإنها عزيب هذا البارق وحلبة مجرى هذه السوابق لأنني لم أخرج في تغزلها عن التباري والتشبيب بذكر المنازل المعهودة وبراعتها شدت بكم العشاق لما ترنموا * فغنوا وقد طاب المقام وزمزم وقلت بعده وضاع شذاكم بين سلع وحاجر * فكان دليل الظاعنين إليكم وجزتم بواد الجزع فاخضر والتوى * على خده بالنبت صدع منمم ولما روى أخبار نشر ثغوركم * أراك الحمى جاء الهوى يتنسم وما أليقه أن يكون صدرا للمدائح النبوية ومنها فيا عرب الوادي المنيع حجابه * وأعني به قلبي الذي فيه خيموا رفعتم قبابا نصب عيني ونحوها * تجر ذيول الشوق والقلب يجزم ويا من أماتونا اشتياقا وصيروا * مدامعنا غسلا لنا وتيمموا منعتم تحيات السلام لموتنا * غراما وقد متنا فصلوا وسلموا يقولون لي في الحي أين قبابهم * ومن هم من السادات قلت هم هم عريب لهم طرفي خباء مطنب * بدمعي وقلبي نارهم حين تضرم ومن ألطف الإشارات إلى أن هذا التغزل صدر قصيدة نبوية قولي منها أوري بذكر البان والزند والنقا * وسفح اللوى والجزع والقصد أنتم ولم أزل في براعة الاستهلال أستهل أهلة هذه المعاني إلى أن وصلت إلى حسن التخلص فقلت تقنعت في حبي لهم فتعصبوا * علي وهم سادات من قد تلثموا لهم حسب عاني ببطحاء مكة * لأن رسول الله في الأصل منهم ومن الأغزال التي لا تليق أن يكون غزلها لمديح قصيد نبوي قصيد السري الرفاء فإنه مدح بها الفاطميين وجدهم وجرح القلوب بندبة الحسين عليه السلام فإنه قال منها مهلا فما نقلوا آثار والده * وإنما نقضوا في قتله الدينا وهذه القصيدة مشتملة على مدح النبي وآل بيته وندبة الحسين بن علي عليهما السلام فما ينبغي أن تكون براعتها نطوي الليالي علما أن سطتوينا * فشعشعيها بماء المزن واسقينا ما أحق هذه البراعة ليعدها من المديح بقول القائل تمنيتهم بالرقمتين ودارهم * بوادي الغضى يا بعد ما أتمناه