نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 252
فمنهم من يسبق بأربعين ومنهم من يسبق بخمسمائة ولا يتقيد السبق بهذا المقدار بل يزيد عليه وينقص . وقد روى أبو داوود في سننه من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : أن أول الأمة دخولا إلى الجنة أبو بكر الصديق رضي الله عنه ومعلوم أن المدة التي بينه وبين إخوانه من فقراء المهاجرين لا تطول ، وأنها أطول مدة بين دخوله وبين دخول آخر من يدخل الجنة . وقد روي الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : هل تدرون أول من يدخل الجنة قالوا : الله ورسوله أعلم قال : فقراء المهاجرين الذين تتقي بهم المكاره يموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء تقول الملائكة : يا ربنا نحن ملائكتك وخزنتك وسكان سماواتك لا تدخلهم الجنة قبلنا فيقول : عبادي لا يشركون بي شيئاً يتقي بهم المكاره يموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء فعند ذلك تدخل عليهم الملائكة ( من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبي الدار ) . وقال الإمام أحمد : حدثنا حسين بن محمد حدثنا دويد عن مسلم ابن بشير عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( التقي مؤمنان على باب الجنة : مؤمن غني ومؤمن فقير كانا في الدنيا فأدخل الفقير الجنة وحبس الغني ما شاء الله أن يحبس ثم أدخل الجنة فلقيه الفقير فيقول : أي أخي ماذا حبسك والله لقد احتسبت حتى خفت عليك فيقول : أي أخي اني حبست بعدك محبسا فظيعا كريها ما وصلت إليك حتى سال مني من العرق ما لو ورده ألف بعير كلها أكلت حمضا لصدرت عنه رواء ) . وقال الطبراني في معجمه : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي وعلي بن
252
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 252