نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 244
يا أعرابي وهل لك في كل دلو بتمرة قلت : نعم فافتح الباب حتى أدخل ففتح فدخلت فأعطاني دلوه فكلما نزعت دلوا أعطاني تمرة حتى امتلأت كفى فأرسلت دلوه وقلت : حسبي فأكلتها ثم جرعت من الماء فشربت ثم جئت الماء فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه . وقال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : لقد رأيتنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا الحبلة وهذا السمر - والحبلة : ثمر العضاة ذات الشوك - وهو حديث صحيح . وكان صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل أحيانا وعليه كساء صوف بعضه عليه وبعضه على عائشة قال الحسن : أثمان ستة دراهم أو سبعة . وقال أحمد : حدثنا أبو سعيد حدثنا أبو زائدة حدثنا عطاء عن أبيه عن علي قال : جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة في خميل وقربة ووسادة من أدم حشوها ليف - والخميل الكساء الذي خمل . قال : وحدثنا بهز بن أسد حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد قال : قال أبو بردة : دخلت على عائشة فأخرجت إلينا إزارا غليظا مما يصنع باليمن وكساء من هذه التي تدعونها الملبدة فقالت : قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذين الثوبين . قالوا : ولو كان الغنى مع الشكر أفضل من الفقر مع الصبر لاختاره رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عرضت عليه الدنيا ولأمره ربه أن يسأله إياه كما أمره أن يسأله زيادة العلم ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليختار إلا ما اختباره الله له ولم يكن ليختار له إلا الأفضل إذ كان أفضل خلقه وأكملهم . قالوا : وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن خير الرزق ما كان بقدر كفاية العبد فلا يعوزه ما يضره ولا يفضل عنه ما يطيعيه ويلهيه .
244
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 244