نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 242
انكاره وقال : المصطفى على ربه من ذلك وهذا من وهمه وليس في هذا ما ينقص مرتبته عند ربه بل ذلك رفعة له وزيادة في كرامته وعبرة لمن بعده من الخلفاء والملوك وغيرهم وكأن أبا حاتم لم يتأمل سائر الأحاديث في معيشة النبي صلى الله عليه وسلم وهل ذلك إلا من أعظم شواهد صدقه فإنه لو كان كما يقول أعداؤه وأعداء ربه : أنه ملك طالب ملك ودنيا لكان عيشه عيش الملوك وسيرته سيرتهم ولقد توفاه الله وان درعه مرهونة عند يهودي على طعام أخذه لأهله وقد فتح الله عليه بلاد العرب وجبيت إليه الأموال ومات ولم يترك درهماً واحدا ولا ديناراً ولا شاة ولا بعيراً ولا عبداً ولا أمة . قال الإمام أحمد : حدثنا حسين بن محمد بن مطرف عن أبي حازم عن عروة : أنه سمع عائشة تقول : كان يمر بنا هلال وهلال ما يوقد في بيت من بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار قلت : يا خالة فعلى أي شيء كنتم تعيشون قالت : على الأسودين التمر والماء . وقد تقدم حديث أبي هريرة في قصة أبي الهيثم بن التيهان وأنه خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيته فرأى أبا بكر وعمر رضي الله عنهما فقال : ما أخرجكما قالا : الجوع قال : وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما . وذكر أحمد من حديث مسروق قال : دخلت على عائشة فدعت لي بطعام وقالت : ما أشبع من طعام فأشاء أن أبكي إلا بكيت قال : قلت لم قالت : ذكر الحال التي فارق عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا والله ما شبع في يوم مرتين من خبز البر حتى قبض .
242
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 242