محمد علي الطباطبائي ( 1302 - 1381 ) السيد محمد علي بن السيد مهدي بن محمد علي بن ميرزا مهدي بن السيد علي صاحب الرياض .
ولد في كربلاء سنة 1302 ه ، وأخذ المقدمات حتى الخارج فيها ، وكان هو والسيد هبة الدين الشهرستاني والشيخ محمد الخالصي الثلاثة الذين قاموا بأمور الثورة العراقية الكبرى ( ثورة 1920 م ) في مهدها كربلاء ، كان رحمه الله صادق اللهجة وصريح القول لا تأخذه في سبيل إعلاء كلمة الإسلام لومة لائم إلى جانب فطنة وذكاء مفرط لا يستخدمهما إلَّا في سبيل الدين ، وكان محترما لدى السلطة الحكومية عضوا لحركة الثورة العراقية وعلى اثر ذلك القت الحكومة البريطانية في العراق القبض عليه وأبعدته إلى جزيرة هنگام مع جمع من الثائرين ، ولقد نقل عنه رحمه الله أنّه تفأل بالمصحف الشريف في هنگام عن مدة بقائه فخرج قوله تعالى : * ( إنّ عدّة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا ) * وكان كذلك ، وكان قائما رحمه الله في هنگام بأعماله الدينية مبلغا ناطقا في السجن وخارجة إلى ان رجع منها إلى كربلاء بعد عام واحد .
كانت تولية مدرسة البقعة للسيد محمد المجاهد في يده ، وكان يحمل روحا وطنية صادقة حتى آخر لحظة من حياته ، وكانت له صحبة قوية متينة مع الوالد رحمه الله وذكر يأتي عنه كثيرة ، ومن شجاعته : أني كنت حاضرا حينما زاره أوّل متصرف للواء كربلاء في عهد الثورة وهو الزعيم الركن فؤاد عارف ، حيث قام بزيارته في مدرسة البقعة مسلَّما إياه رسالة من الزعيم عبد الكريم قاسم وخاطبه السيد بقوله : ( يجب أن تكون متصرّفا لا متصرّفا فيه ) ، ولا أظن أنّ الزعيم الركن عرف المعنى في حينه ، ولكنه عرف أنّ المترقّب منه أكثر من عنوان الزعامة . ولم أجد هذه الشجاعة في غيره من الأعلام ، لم أدرس لديه شيئا من الكتب الدراسية ولكني تأثرت بصراحته في الحياة ورفضه للباطل ، ولقوله

452