من خصائص القرن الثالث عشر من السمات البارزة للقرن الثالث عشر هو ظهور مذاهب قلّ ان يسلم منها مجتمع اسلامي ، اتخذت ذريعة لمحاربة بعضهم الأخر ، وركَّزت بعض هذه المذاهب جهودها على محاربة الأعداء المحتلَّين ، وكانت أدوارها لا تختلف عن أدوار الأحزاب في عصرنا . ومن هذه المذاهب السنوسيّة ، والوهابية ، والشيخية ، والأخبارية ، والأصولية ، والبابية ، والبهائية وغيرها . ومن السمات البارزة أيضا تقطيع البلاد الإسلامية بالمعاهدات الجارية بين الدول الاستعمارية ، حسبما تقضيه مصالحها المادية والدينية ، وقطعت البلاد دولا متناحرة . وبإلقاء نظرة خاطفة إلى التشكيلات الإدارية يظهر عمق هذه المطامع والأساليب ، فأصبحت البلاد الإسلامية مجزأة حسب التقسيم الأوربي إلى دول صغيرة وبأسماء مصطنعة ، لا يمكنها القيام بمصالحها ولا دفع الضرّ عنها إلَّا بالاعتماد على المستعمرين الذين أرادوا ذلك لها بدءا وختاما ، واشتملت عقود الصلح بين الدولتين العثمانية والإيرانية على صيانة العتبات المقدسة في العراق ، وساد العراق نوع من الاستقرار والسلام ، وقامت الحوزة العلمية في النجف بمساندة إيران وبلغ النشاط العلمي فيها الذروة ، وخاصة بعد أن سعى الشيخ موسى كاشف الغطاء في اطلاق سراح الأسرى الأتراك بما فيهم قائد الجيش التركي كهية سلمان باشا ، ابن أخ والي بغداد ، وأصبحت الحوزة العلمية موقع تقدير الدولتين . ومن أهم الدول الشيعيّة في هذا القرن : 1 - دولة الأدارسة في العسير - الحجاز : قامت دولة صغيرة للادارسة الحسينيين في عسير الحجاز ، وقدم أحمد الإدريسي من المغرب ونزل لدى أشراف أبي عريش وتكفلوا أمره وتزعّمهم وزاد نفوذ حفيده محمد ابن علي بن أحمد الذي درس في القاهرة سنة 1322 ، وكان على صلة بايطاليا .