وقد عاده الناس ، فلقيت عليّ بن عبيد اللَّه ، فقلت : قد جاءك ما تريد ، قد اعتلّ أبو الحسن عليه السلام علَّة خفيفة ، وقد عاده الناس ، فإن أردت الدخول عليه فاليوم ، قال : فجاء إلى أبي الحسن عليه السلام عائداً ، فلقيه أبو الحسن عليه السلام بكلّ ما يحبّ من المنزلة والتعظيم ، ففرح بذلك عليّ بن عبيد اللَّه فرحاً شديداً ، ثمَّ مرض عليّ بن عبيد اللَّه ، فعاده أبو الحسن عليه السلام ، وأنا معه فجلس حتّى خرج من كان في البيت ، فلمّا خرجنا أخبرتني مولاة لنا أنَّ أُمّ سلمة امرأة عليّ بن عبيد اللَّه كانت من وراء الستر تنظر إليه ، فلمّا خرج خرجت وانكبّت على الموضع الَّذي كان أبو الحسن عليه السلام فيه جالساً تقبّله وتتمسّح به ، قال سليمان : ثمَّ دخلت على عليّ بن عبيد اللَّه فأخبرني بما فعلت أُمّ سلمة ، فخبرت به أبا الحسن عليه السلام ، قال : يا سليمان ! إنّ عليّ بن عبيد اللَّه وامرأته وولده من أهل الجنّة ، يا سليمان ! إنَّ ولد علي وفاطمة عليهما السلام إذا عرَّفهم اللَّه هذا الأمر لم يكونوا كالناس ) [1] . 264 عليّ بن محمَّد بن إبراهيم بن محمَّد الهمداني ، وكيل الناحية . 265 عليّ بن محمَّد بن العبّاس بن فُسانجس ( بالفاء المضمومة ، ثمَّ السين المهملة ، ثمَّ النون الساكنة بعد الألف ، ثمَّ الجيم المضمومة ، ثم السين المهملة أخيراً ) يكنّى أبا الحسن ، كان عالماً بالأخبار والشعر والنسب والآثار والسير ، وما رئي في زمانه مثله ، وكان مجرّداً في مذهب الإمامية ، وكان قبل ذلك معتزليّاً وعاد ، وهو أشهر من أن يشرح أمره . هكذا ذكره العلَّامة تبعاً للنجاشي [2] . 266 عليّ بن محمَّد ، العَدَوي ، الشمشاطي ، أبو الحسن ، كان شيخاً بالجزيرة ، وفاضل أهل زمانه وأديبهم ، له مصنّفات كثيرة في غالب العلوم ،
[1] الكشّي : الرقم 1109 ، ص 593 - 594 . [2] الخلاصة : القسم الأوّل ، ص 101 ، والنجاشي : الرقم 704 ، ص 269 .