نام کتاب : أمل الآمل نویسنده : الحر العاملي جلد : 0 صفحه : 49
وحج الحر حجته الثالثة سنة 1087 ه ، وكان في هذه الحجة ماشيا من وقت الاحرام إلى أن فرغ ، وحج معه جماعة مشاة نحو سبعين رجلا . وينقل المحدث القمي من خط يد المؤلف رؤيا في هذه الحجة لا بأس بنقلها بنصها ، قال : " فرأيت ليلة في المنام أن رجلا سألني عن مشي الحسن عليه السلام والمحامل تساق بين يديه ، ما وجهه مع أن فيه إتلافا للمال لغير نفع وهو إسراف ؟ فأجبته في النوم بأن في ذلك حكما كثيرة : منها أن لا يكون المشي لتقليل النفقة ، ومنها أن لا يظن به ذلك ، ومنها بيان استحبابه ، ومنها انفاق المال في سبيل الله ، ومنها سد خلل عرفات بها كما روي ، ومنها احتمال الاحتياج للعجز عن المشي ، ومنها أن يطيب الخاطر وتطمئن النفس بذلك فلا تحصل المشقة الشديدة في المشي ، وهذا مجرب يشير إليه قول علي عليه السلام : " ومن وثق بماء لم يظمأ " ، ومنها الركوب في الرجوع ، ومنها معونة العاجزين عن المشي ، ومنها احتمال وجود قطاع الطريق والاحتياج إلى الركوب والحرب ، ومنها حضور تلك الرواحل بمكة والمشاعر للتبرك ، ومنها إظهار حسبه وشرفه وجلاله وفيه حكم كثيرة ، ومنها إظهار وفور نعم الله عليه " وأما بنعمة ربك فحدث " إلى غير ذلك ، فهذه أربعة عشر وجها في توجيه ذلك ، ويحتمل كونها كلها أو أكثرها مقصودة له عليه السلام . هذا الذي بقي في خاطري مما أجبته ، ولما انتبهت كتبته " [1] . وفي هذه الحجة شاهد الحر تلك المجزرة الدامية والفجيعة العظمى والفتنة الكبرى التي أثيرت على الشيعة في تلك البقعة المباركة ، والتي كان من