أبي طالب ( عليه السلام ) وآخرهم التاسع من ولدي وهو القائم بالحقّ " ( 1 ) الحديث . وروى حديثاً آخر في النصّ على القائم ( عليه السلام ) وهو عندي أعزّ ممّا أحاط عليه المشرق والمغرب ، روى الصدوق في العيون ما هذا عبارته : أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ( رضي الله عنه ) قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن عبد السلام بن صالح الهروي قال : سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول : [ لمّا ] أنشدت مولاي علي بن موسى الرضا ( عليهما السلام ) قصيدتي التي أوّلها : مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات فلمّا انتهيت إلى قولي : خروج إمام لا محالة خارج * يقوم على اسم الله والبركات يميّز فينا كلّ حقّ وباطل * ويجزي على النعماء والنقمات بكى الرضا ( عليه السلام ) بكاء شديداً ، ثمّ رفع رأسه إليّ فقال [ لي ] : " يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين فهل تدري من هذا الإمام ؟ ومتى يقوم ؟ " فقلت : لا يا مولاي إلاّ أنّي سمعت بخروج إمام منكم يطهّر الأرض من الفساد ويملأها عدلا ، فقال : " يا دعبل الإمام بعدي محمّد ابني ، وبعد محمّد ابنه علي ، وبعد علي ابنه الحسن ، وبعد الحسن ابنه القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره ، لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يخرج فيملأها عدلا كما ملئت جوراً " ( 2 ) الحديث . أحمد بن زياد ثقة في " صه " ( 3 ) ، وفي كتاب كمال الدين للصدوق في آخر ذكر هشام بن الحكم على ما ذكر هكذا في حديث : ما سمعت هذا الحديث إلاّ من أحمد بن زياد ( رضي الله عنه ) بهمدان عند منصرفي من حجّ بيت الله الحرام وكان رجلا ثقة ديناً فاضلا ( 4 ) . وإبراهيم بن هاشم وثّقه ابنه علي بن إبراهيم الثقة في تفسيره على ما ذكره " م د ح " ، فالحديث صحيح الإسناد " جع " . قوله : ( ثمّ كتب عليه [ قلت : وقد ذكره ابن داود في الموثّقين ] ) . أي : كتب واحد من أهل العلم على ما كتب الشهيد الثاني وغرضه تصحيح كلام العلاّمة حيث تبع النجاشي في موضع وقال مثل قول الشيخ في موضع آخر ، والمستفاد من كلام الشهيد أنّ بين كلاميه منافاة مع الاتّحاد ، فإنّ كون الرجل ثقة في عبارة العلاّمة أنّه ثقة بحسب الاصطلاح الجديد ، وذلك ينافي
1 . عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ، ج 2 ، ص 69 ، ح 36 . 2 . عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ، ج 1 ، ص 296 و 297 ، ح 35 . 3 . خلاصة الأقوال ، ص 19 ، الرقم 37 . 4 . كمال الدين وتمام النعمة ، ص 369 .