نام کتاب : اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 0 صفحه : 16
الملك والملكوت بنظامها ، وكأن ألفاظها برطوباتها ، أنهار العلوم بعذوبتها ، وكأن معانيها بأفواجها بحار الحق بأمواجها ، وأيم الله ان طباعها من تنعيم وان مزاجها من تسنيم ، وان نسيمها لمن جنان الرمضوت ، وان رحيقها لمن دفاق الملكوت . فاستقبلتها القوى الروحية ، وبرزت إليها القوة العقلية ، ومدت إليها فطنة صوامع السر أعناقها ، من كوى الحواس وروزاة المدارك وشبابيك المشاعر ، وكادت حمامة النفس تطير من وكرها شغفا واهتزازا ، وتستطار إلى عالمها شوقا وهزازا . ولعمري لقد ترويت ، ولكني لفرط ظمأي ما ارتويت : شربت الحب كأسا بعد كأس * فما نفذ الشراب ولا رويت فلا زالت مراحمكم الجلية ، مدركة للطالبين بأضواء الاعطاف العلية ، ومروية للظامئين بجرع الألطاف الخفية والجلية . ثم إن صورة مراتب الشوق والاخلاص التي هي وراء ما يتناهى بما لا يتناهى أظنها هي المنطبعة كما هي عليها في خاطركم الأقدس الأنور هو لا سرار عوالم الوجود كمرآة مجلوة ، ولغوامض أفانين العلوم ومعضلاتها كمصفاة مصحوة . وانكم لأنتم بمزيد فضلكم المؤملون لامرار المخلص على حواشي الضمير المقدس المستنير ، عند صوالح الدعوات السانحات في منية الاستجابة ومظنة الإجابة بسط الله ظلالكم وخلد مجدكم وجلالكم ، والسلام على جنابكم الا رفع الأبهى ، وعلى من يلوذ ببابكم الأسمى ، ويعكف بفنائكم الأوسع الأسنى ، ورحمة الله وبركاته أبدا سرمدا ( 1 ) . وقد كانا معا موضع تقدير الشاه عبا أآلهتنا واحترامه ، يسود بينهما الصفاء والود وقد ذكروا في كتب التراجم بعض القصص التي تمثل هذا الصفاء الذي كان يسود بينها . منها ما نقل أن السلطان شاه عباس الماضي ركب يوما إلى بعض تنزهاته ، وكان الشيخان المذكوران أيضا في موكبه ، لأنه كان لا يفارقهما غالبا ، وكان سيدنا المبرور
1 ) سلافة العصر ص 478
مقدمة المحقق 16
نام کتاب : اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 0 صفحه : 16