نام کتاب : أبو هريرة نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 9
ولا زيد لوجه أن يتقبض ولا لنفس أن تنقبض ، بل نريد لمن تمر به هذه السحابة المركومة من التقاليد أن يتحرر منها ثم يمعن في الكتاب امعان أولي الألباب ( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب ) . لا نقصد بهذا الكتاب - شهد الله - أن نصدع هذه الوحدة المتواكبة المتراكمة في هذه اللحظة المستيقظة ، بل نقصد تعزيز هذه الوحدة وإقامتها على حدية الرأي والمعتقد ، لتكون الوحدة على هذا الضوء أهدى للغاية وأدل على القصد ، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب . والكرامة العقلية أسمى الكرامات التي يسعى إليها أولوا الألباب بأغلى ما لديهم من أموال وأنفس ودماء ، لأنها السلم إلى المجد والجسر إلى الاتحاد . أما إذا شاء بعض إخواننا في الدين الاسلامي أن يصغر خده محمرا أو مصفرا فليصغ إلى هذه الملاحظات المتواضعة ، وليفتنا بعدها يجدنا إن شاء الله تعالى أقرب إلى تأليف الكلمة وتوحيد الصفوف بالرغم عن هذا الشوك الذي يقض المضجع ، ويخز الفكر ، ويدمي الضمير ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . بين أيدينا الآن من هذه الملاحظات ألوان : بعضها يمس الطبائع في نواميسها وفطراتها ، وبعضها متناقض متداحض ، وبعضها خارج على قواعد العلم المشتقة من صلب الدين ، وكثير منها تزلف إلى بني أمية أو إلى الرأي العام في تلك الأيام ، وبعضها خيال أو خبال ، وهي بجملتها خروج على أصول الصحة في كل معانيها . فمن بلاياه أن ملك الموت كان قبل موسى يأتي الناس عيانا حتى أتى موسى فلطمه موسى ففقأ عينه ! وأرجعه على حافرته إلى ربه أعور ! فكان بعد هذه الحادثة يأتي الناس خفيا ! .
9
نام کتاب : أبو هريرة نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 9