نام کتاب : أبو هريرة نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 6
الانكار عليه في كل منهما ، وقد سبقنا إلى ذلك معاصروه كما ستقف عليه في محله [1] إن شاء الله مفصلا . وأي ذي روية متجرد متحرر يطمئن إلى هذه الكثرة لا يعادلها المجموع من كل ما حدث به الخلفاء الأربعة وأمهات المؤمنين التسع والهاشميون والهاشميات كافة كما فصلنا في الأصل [2] . وكيف تسنى لأمي ( تأخر اسلامه فقلت صحبته ) أن يعي عن رسول الله صلى الله عليه وآله ما لم يعه السابقون الأولون من الخاصة وأولي القربى . ونحن حين نحكم الذوق الفني والمقياس العلمي نجدهما لا يقران كثيرا مما رواه هذا المفرط في اكثاره وعجائبه . فان للسنة في حكمتها وأساليبها وخصائصها ميزات يعرفها أولوا الألباب والأذواق الفنية وأهل الاختصاص من علماء البلاغة . فما يسمعوه أو يقرؤوه منها يجدوه متميزا في أذواقهم ومقاييسهم بوضوح واعلان ويجدوا سماته وشاراته متميزة في غير شك ولا شبهة . فالسنة أرفع من أن تحتضن أعشابا شائكة وخز بها أبو هريرة ضمائر الأذواق الفنية ، وأدمى بها تفكير المقاييس العلمية قبل أن يشوه بها السنة المنزهة ويسئ إلى النبي وأمته صلى الله عليه وآله . وبالجملة : فان السنة منهاج الاسلام ، ودستور الحياة اللا حب في كل ما يجب أن تصاغ الحياة على مثاله في الأخلاق والعقائد والاجتماع والعلم والآداب ، فلا يصح في منطق أن نسكت عن هذا الدخل الشائن لجوهر الاسلام وروحه الرفيعة المنادية بالتحرر والانعتاق من كبول العقائد السخيفة والخرافات التي يسبق إلى الذهن استنكارها .