نام کتاب : أبو هريرة نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 56
طريق الجمهور بسند آخر مرفوعا أيضا بلفظ : ان موسى " ع " ضرب الحجر لبني إسرائيل فتفجر وقال : اشربوا يا حمير فأوحى الله تعالى إليه عمدت إلى خلق خلقتهم على صورتي فشبهتهم بالحمير الحديث . [1] وهذا ما أخرج الجمهور ولم يبق لمدافعتهم عن أبي هريرة بالتأويل الذي قلناه محلا ، ولذا أسلموا بإعادة الضمير في صورته إلى الله تعالى متأولين تأولا آخر . وحاصله ان المراد من قوله : خلق الله آدم على صورته ، وقوله : خلق آدم على صورة الرحمن ، وقوله في الحديث الأخير : خلقتهم على صورتي : أنه تعالى خلق آدم وبنيه على صفة الله . فان الله عز وجل حي سميع بصير متكلم عالم مريد كاره وكذلك آدم وبنوه . وأنت تعلم أنهم وقعوا فيما فروا منه لان صفة الله عز وجل تنزهت عن التشبيه باجماع أهل التنزيه ولا سيما على قولنا بأن صفاته عين ذاته ، وهو الحق يحكم العقل والنقل كما هو مقرر في محله من أصولنا . على أن أبا هريرة قد تطور في هذا الحديث كما هي عادته فتارة رواه كما سمعت ، وتارة رواه بلفظ : إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه فان الله خلق آدم على صورته [2] ، ومرة رواه بلفظ : إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه ولا يقل : قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فان الله خلق آدم على صورته اه [3] .
[1] أورده ابن قتيبة في ص 280 من كتابه تأويل مختلف الحديث وجعله دليلا على أن ضمير صورته في قوله : خلق الله آدم على صورته راجع إلى الله لا إلى آدم . [2] أخرجه بهذه الألفاظ عن أبي هريرة بطرق إليه كثيرة غير واحد من حفظة الآثار ، فراجع ص 397 من الجزء الثاني من صحيح مسلم في باب النهي عن ضرب الوجه تجده بعين لفظه . [3] أخرجه البخاري في الأدب المفرد ورواه احمد بالطرق الصحيحة عن أبي هريرة ص 434 من الجزء الثاني من مسنده .
56
نام کتاب : أبو هريرة نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 56