نام کتاب : الرد على أبي بكر الخطيب البغدادي نویسنده : ابن النجار البغدادي جلد : 1 صفحه : 49
وقال حدثنا أبو طالب بإسناده إلى القاسم بن عثمان يقول مر أبو حنيفة بسكران يبول قائما قال لو بلت جالسا : قال فنظر في وجهه فقال ألا تمر يا مرجئ قال له أبو حنيفة : هذا جزائي منك صيرت إيمانك كإيمان جبريل . فإن كان أراد الإيمان وحديثه فقد مر ، وإن كان يحتج بقول السكران فهذا مما تثبت به الروايات عند المحدثين ؟ أتراه ما عرف شروط أهل الحديث أم تعامى . أخبرنا ابن رزق بإسناده إلى القاسم بن حبيب . قال وضعت نعلي في الحصا ثم قلت لأبي حنيفة أرأيت رجلا صلى لهذه النعل حتى مات إلا أنه كان يعرف الله بقلبه فقال مؤمن قال لا أكملك أبدا . فهذه قد ذهب الجواب عنه عند أصول أبي حنيفة . قال الخلال بإسناده إلى وكيع . قال اجتمع سفيان الثوري وشريك والحسن بن صالح وابن أبي ليلى فبعثوا إلى أبي حنيفة فأتاهم فقالوا له : ما تقول في رجل قتل أباه ونكح أمه وشرب الخمر في رأس أبيه ؟ قال مؤمن فقال له ابن أبي ليلى لا قبلت لك شهادة أبدا ، وقال له سفيان لا كلمتك أبدا ، وقال له شريك لو كان لي من الأمر شئ لضربت عنقك ، قال له الحسن بن صالح وجهي من وجهك حرام أن أنظر إليه أبدا . فأبصر إلى هذا الراوي إنه لا يفرق بين رجل وبين مؤمن . فأما رجل فإنه نكرة من الرجال فلو كانت كافرا وعبد الله مائة سنة لم يكن مؤمنا ، وأما المؤمن لو فعل هذا لم تذهب معرفته . وقال بروايته عن جماعة عن أبي يوسف وغيره إن أبا حنيفة كان مرجئا جهميا أفنظرت لكثرة كلامه في ذلك ؟ أما الجواب فإن أبا حنيفة لا يرى الصلاة خلف المرجئ والجهمي ولا صاحب بدعة ولا هوى فكيف يكون منهم ؟ وهذا القول في جميع كتب أصحاب أبي حنيفة وروايتهم حفظا كما يحفظ الكتاب العزيز أفيكون هذا متروكا ويكون المحفوظ ما جاء به آحاد الناس . وأما روايته عن أبي يوسف فالمروي عن أبي يوسف أنه قال لما حج : اللهم إنك تعلم أنى ما قلت قولا إلا ما ثبت عندي من كتابك وسنة نبيك ، ومالا أعرفه منهما جعلت أبا حنيفة فيه بيني وبينك . وقد روى عنه هذا القول عند الموت أيضا ، فكيف يصح عن من يقول هذا عند الموت أن يقول بمثل ذلك ؟ ثم إن جميع كتب أبي حنيفة مشحونة برواية أبى يوسف عنه ولم يكن فيها شئ من ذلك .
49
نام کتاب : الرد على أبي بكر الخطيب البغدادي نویسنده : ابن النجار البغدادي جلد : 1 صفحه : 49