responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الذيل على طبقات الحنابلة نویسنده : عبد الرحمن بن أحمد الحنبلي البغدادي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 410


وتترك ما عنيت به زمانًا * وتنقل من غناك إلى افتقارك فدود القبر في عينيك يرعى * وترعى عين غيرك في ديارك فجعل المستضيء يمشي في قصره ويقول : أي والله : وترعى عين غيرك في ديارك ويكررها ويبكي حتى الليل .
وحاصل الأمر : أن مجالسه الوعظية لم يكن لها نظير ، ولم يسمع بمثلها . وكانت عظيمة النفع ، يتذكر بها الغافلون ، ويتعلم منها الجاهلون ، ويتوب فيها المذنبون ، ويسلم فيها المشركون . وقد ذكر في تاريخه : أنه تكلم مرة ، فتاب في المجلس على يده نحو مائتي رجل ، وقطعت شعور مائة وعشرين منهم .
وقال في آخر كتاب القصاص ، والمذكرين له : ما زلت أعظ الناس وأحرضهم على التوبة والتقوى ، فقد تاب على يدي إلى أن جمعت هذا الكتاب أكثر من مائة ألف رجل : وقد قطعت من شعور الصبيان اللاهين أكثر من عشرة آلاف طائلة . وأسلم على يدي أكثر من مائة ألف .
قال : ولا يكاد يُذكر لي حديث إلا ويمكنني أن أقول : صحيح ، أو حسن أو محال . ولقد أقدر على أن أرتجل المجلس كله من غير ذكر محفوظ ، وربما قرئت عندي في المجلس خمسة عشرة آية ، فآتي على كل آية بخطبة تناسبها في الحال .
وقال سبطه أبو المظفر : أقل ما كان يحضر مجلسه عشرة آلاف ، وربما حضر عنده مائة ألف ، وأوقع الله له في القلوب القبول والهيبة . وكان زاهدًا في الدنيا ، متقللاً منها ، وسمعته يقول على المنبر في آخر عمره : كتبت بإصبعيّ هاتين ألفي مجلدة ، وتاب على يدي مائة ألف ، وأسلم على يدي عشرون ألف يهودي ونصراني .
قال : وكان يختم القرآن في كل سبعة أيام ، ولا يخرج من بيته إلا إلى الجامع للجمعة وللمجلس .
وما مازح أحدًا قط ، ولا لعب مع صبي ، ولا أكل من جهة لا يتيقّن حِلهَا . وما زال على ذلك الأسلوب حتى توفاه الله تعالى .

410

نام کتاب : الذيل على طبقات الحنابلة نویسنده : عبد الرحمن بن أحمد الحنبلي البغدادي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 410
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست