responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 283


رحمه الله تعالى كان إذا اشتبهت عليه المسألة لاختلاف أقوال العلماء فيها وتكافؤ الاستدلال عليها رجع إلى علماء أهل المعرفة فسألهم قال : وكان يجلس بين يدي شيبان الراعي كما يجلس الصبي بين يدي المكتب ويسأله كيف يفعل في كذا وكيف يصنع في كذا فيقال له مثلك يا أبا عبد الله في علمك وفقهك تسأل هذا البدوي فيقول : إن هذا وفق لما علمناه . وكان الشافعي رحمه الله قد اعتلّ علة شديدة وكان يقول : اللَّهم إن كان في هذا رضاك فزدني منه فكتب إليه المعافري من سواد مصر : يا أبا عبد الله لست وإياك من رجال البلاء فنسأل الرضا الأولى بنا أن نسأل الرفق والعافية . فرجع الشافعي رحمه الله عن قوله هذا . وقال : أستغفر الله تعالى وأتوب إليه . فكان بعد ذلك رحمه الله يقول : اللَّهم اجعل خيرتي فيما أحب وقد كان أحمد بن حنبل ويحيى بن معين رضي الله عنهما يختلفان إلى معروف بن فيروز الكرخي رحمهم الله ولم يكن يحسن من العلم والسنن ما يحسنانه فكانا يسألانه . وقد روي في الخبر قيل : يا رسول الله كيف نصنع إذا جاءنا أمر لم نجده في كتاب الله تعالى ولا في سنة رسول الله فقال سلوا الصالحين واجعلوه شورى بينهم ولا تقضوا فيه أمرا دونهم وفي حديث معاذ رضي الله عنه : فإن جاءك ما ليس في كتاب الله تعالى ولا سنة رسول الله قال : أقضي فيه بما قضى الصالحون فقال : الحمد لله الذي وفق رسول رسوله .
وفي بعضها اجتهد رأيي وحدثونا عن الجنيد قال : كنت إذا قمت من عند سري السقطي قال لي : إذا فارقتني من تجالس ؟ فقلت : الحارث المحاسبي فقال : نعم خذ من علمه وأدبه ودع عنك تشقيقه للكلام ورده على المتكلمين . قال : فلما وليت سمعته يقول جعلك الله صاحب حديث صوفيا ولا جعلك صوفيا صاحب حديث يعني أنك إذا ابتدأت بعلم الحديث والأثر ومعرفة الأصول والسنن ثم تزهدت وتعبدت تقدمت في علم الصوفية وكنت صوفيا عارفا وإذا ابتدأت بالتعبد والتقوى والحال شغلت به عن العلم والسنن فخرجت إما شاطحا أو غالطا لجهلك بالأصول والسنن فأحسن أحوالك أن ترجع إلى العلم الظاهر . وكتب الحديث لأنه هو الأصل الذي تفرع عليه العبادة والعلم وأنت قد بودئت بالفرع قبل الأصل . وقد قيل : إنما حرموا الوصول بتضييع الأصول هو كتب الحديث ومعرفة الآثار والسنن فإذا أنست رددت إلى الأصل فقد انحططت عن مرتبة الناقدين ونزلت من درجة العارفين وفاتك مزيد اليقين والإيمان .
وقال سفيان الثوري رضي الله عنه : كان الناس إذا طلبوا العلم عملوا فإذا عملوا أخلصوا فإذا أخلصوا هربوا وقال آخر : العالم إذا هرب من الناس فاطلبه وإذا طلب الناس

283

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 283
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست