ثوباً تحت ذلك على جلده غليظاً ثم قال : هذا لبسته لنفسي وما رأيته للناس ، ثم جذب ثوباً على سفيان أعلاه غليظاً خشناً وداخل الثوب ليّن فقال : لبستَ هذا الأعلى للناس ولبستَ هذا لنفسك وتستره . ونظير قصة سفيان الثوري مع الإمام الصادق ( ع ) : قصة عبّاد بن كثير رواها الكليني أيضاً بسنده عن ابن القدّاح قال : كان أبو عبد الله الصادق ( ع ) متكئاً عليّ فلقيه عبّاد بن كثير وعليه ثياب مرويّة حسان فقال له : يا أبا عبد الله انك من أهل بيت النبوة وكان أبوك ، أي زاهداً فما لهذه الثياب المروية عليك ؟ فلو لبست دون هذه الثياب فقال أبو عبد الله ( ع ) : ويلك يا عبّاد ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ ( ان الله عز وجل إذا أنعم على عبده نعمة أحب أن يراها عليه ليس به بأس [1] . وهذا المعنى ورد عن النبي ( ص ) فيما رواه الترمذي في سننه ، وحسّنه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله ( ص ) : ان الله يحب ان يرى اثر نعمته على عبده [2] . ولكن مما يلزم إلفات النظر إليه ان تلك النعم التي يتنعم بها صاحبها من جهة يجب ان تكون مكتسبة من حلال ، كما مر علينا قول الإمام الصادق ( ع ) : فألبس وتجمل فإن الله جميل يحب الجمال وليكن من حلال .
[1] راجع القصتين في ( تفسير الميزان ) ج 8 ص 92 نقلاً عن الكافي للكليني . [2] نقله عن الترمذي السيوطي في ( الدر المنثور ) ج 3 ص 79 ونقله عنه الطباطبائي في ( الميزان ) ج 8 ص 93 .