نام کتاب : المستصفى نویسنده : الغزالي جلد : 1 صفحه : 261
وذلك يوجب نوعا من الاتحاديين بين المعطوف والمعطوف عليه ، لكن الواو محتمل أيضا للابتداء ، كقوله تعالى : * ( لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ) [ الحج : 5 ] وقوله عز وجل : ( فإن يشأ الله يختم على قلبك ويمح الله ) [ الشورى : 24 ] والذي يدل على أن التوقف أولى أنه ورد في القرآن الأقسام كلها من الشمول والاقتصار على الأخير والرجوع إلى بعض الجمل السابقة ، كقوله تعالى : * ( في ) * ( النور : 4 ) فقوله تعالى : * ( إلا الذين تابوا ) * ( النور : 5 ) لا يرجع إلى الجلد ، ويرجع إلى الفسق ، وهل يرجع إلى الشهادة ؟ فيه خلاف ، وقوله تعالى : * ( فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا ) * ( النساء : 29 ) يرجع إلى الأخير وهو الدية ، لان التصدق لا يؤثر في الاعتاق ، وقوله تعالى : * ( فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ) [ المائدة : 89 ] فقوله : ( فمن لم يجد ) [ المائدة : 89 ] يرجع إلى الخصال الثلاثة ، وقوله تعالى : * ( وإذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الامر منهم لعلمه ) * إلى قوله : * ( إلا قليلا ) * ( النساء : 83 ) فهذا يبعد حمله على الذي يليه لأنه يؤذي إلى أن لا يتبع الشيطان بعض من لم يشمله فضل الله ورحمته ، فقيل أنه محمول على قوله : ( لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) ( النساء : 83 ) إلا قليلا منهم لتقصير وإهمال وغلط ، وقيل : إنه يرجع إلى قوله : * ( أذاعوا به ) * ( النساء : 83 ) ولا يبعد أن يرجع إلى الأخير ، ومعناه : ولولا فصل الله عليكم ورحمته ببعثة محمد عليه السلام لاتبعتم الشيطان إلا قليلا قد كان تفضل عليهم بالعصمة من الكفر قبل البعثة ، كأويس القرني ، وزيد بن عمرو بن نفيل ، وقس بن ساعدة وغيرهم ممن تفضل الله عليهم بتوحيده واتباع رسوله قبله . القول في دخول الشرط على الكلام اعلم أن الشرط عبارة عما لا يوجد المشروط مع عدمه ، لكن لا يلزم أن يوجد عند وجوده ، وبه يفارق العلة ، إذ العلة يلزم وجودها وجود المعلول ، والشرط يلزم من عدمه عدم المشروط ، ولا يلزم من وجوده وجوده ، والشرط عقلي وشرعي ولغوي ، والعقلي : كالحياة للعلم ، والعلم للإرادة ، والمحل للحياة ، إذ الحياة تنتفي بانتفاء المحل ، فإنه لا بد لها من محل ، ولا يلزم وجودها بوجود المحل . والشرعي كالطهارة للصلاة ، والاحصان للرجم . واللغوي : كقوله إن دخلت الدار فأنت طالق ، وإن جئتني أكرمتك ، فإن مقتضاه في اللسان باتفاق أهل اللغة اختصاص الاكرام بالمجئ ، فإنه إن كان يكرمه دون المجئ لم يكن كلامه اشتراطا ، فنزل الشرط منزلة تخصيص العموم ومنزلة الاستثناء إذ لا فرق بين قوله : * ( فاقتلوا المشركين ) * ( التوبة : 5 ) إلا أن يكونوا أهل عهد ، وبين أن يقول : اقتلوا المشركين إن كانوا حربيين ، وكل واحد من الشرط والاستثناء يدخل على الكلام فيغيره عما كان يقتضيه لولا الشرط والاستثناء حتى يجعله متكلما بالباقي ، لا إنه مخرج من كلامه ما دخل فيه فإنه لو دخل فيه لما خرج ، نعم : كان يقبل القطع في الدوام بطريق النسخ ، فأما رفع ما سبق دخوله في الكلام فمحال ، فإذا قال : أنت طالق إن دخلت الدار ، فمعناه : أنك عند الدخول طالق ، فكأنه لم يتكلم بالطلاق إلا بالإضافة إلى حال الدخول ، أما أن نقول : تكلم
نام کتاب : المستصفى نویسنده : الغزالي جلد : 1 صفحه : 261