responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستصفى نویسنده : الغزالي    جلد : 1  صفحه : 190


< فهرس الموضوعات > مسألة إذا دار اللفظ بين الحقيقة والمجاز فاللفظ للحقيقة < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > خاتمة جامعة < / فهرس الموضوعات > لبيان الأحكام الشرعية ، وإن كان أيضا كثيرا ما يطلق على الوضع اللغوي ، كقوله صلى الله عليه وسلم : دعي الصلاة أيام أقرائك ومن باع حرا أو من باع خمرا . فحكمه كذا ، وإن كانت الصلاة في حالة الحيض وبيع الخمر والحر لا يتصور إلا بموجب الوضع ، فأما الشرعي فلا ، ومثال هذه المسألة قوله ( ص ) حيث لم يقدم إليه غداء إني إذا أصوم فإنه إن حمل على الصوم الشرعي ، دل على جواز النية نهارا ، وإن حمل على الامساك لم يدل ، وقوله ( ص ) : لا تصوموا يوم النحر إن حمل على الامساك الشرعي دل على انعقاده ، إذ لولا إمكانه لما قيل له لا تفعل ، إذ لا يقال للأعمى لا تبصر ، وإن حمل على الصوم الحسي لم ينشأ منه دليل على الانعقاد ، وقد قال الشافعي : لو حلف أن لا يبيع الخمر لا يحنث ببيعه ، لان البيع الشرعي لا يتصور فيه ، وقال المزني : يحنث ، لان القرينة تدل على أنه أراد البيع اللغوي ، والمختار عندنا أن ما ورد في الاثبات والامر فهو للمعنى الشرعي ، وما ورد في النهي كقوله : دعي الصلاة فهو مجمل .
- مسألة ( تعارض الحقيقة والمجاز أيهما يقدم ؟ ) إذا دار اللفظ بين الحقيقة والمجاز فاللفظ للحقيقة إلى أن يدل الدليل أنه أراد المجاز ، ولا يكون مجملا ، كقوله : رأيت اليوم حمارا ، واستقبلني في الطريق أسد ، فلا يحمل على البليد والشجاع إلا بقرينة زائدة ، فإن لم تظهر فاللفظ للبهيمة والسبع ، ولو جعلنا كل لفظ أمكن أن يتجوز به مجملا تعذرت الاستفادة من أكثر الألفاظ ، فإن المجاز إنما يصار إليه لعارض ، وهذا في مجاز لم يغلب بالعرف بحيث صار الوضع كالمتروك مثل الغائط والعذرة ، فإنه لو قال : رأيت اليوم عذرة أو غائطا لم يفهم منه المطمئن من الأرض وفناء الدار ، لأنه صار كالمتروك بعرف الاستعمال والمعنى العرفي كالمعنى الوضعي في تردد اللفظ بينهما ، وليس المجاز كالحقيقي ، لكن المجاز إذا صار عرفيا كان الحكم للعرف .
خاتمة جامعة إعلم أن الاجمال تارة يكون في لفظ مفرد وتارة يكون في لفظ مركب وتارة في نظم الكلام والتصريف وحروف النسق ومواضع الوقف والابتداء . أما اللفظ المفرد فقد يصلح لمعان مختلفة ، كالعين للشمس والذهب والعضو الباصر والميزان ، وقد يصلح لمتضادين ، كالقرء للطهر والحيض ، والناهل للعطشان والريان ، وقد يصلح لمتشابهين بوجه ما كالنور للعقل ، ونور الشمس ، وقد يصلح لمتماثلين ، كالجسم للسماء والأرض ، والرجل لزيد وعمرو ، وقد يكون موضوعا لهما من غير تقديم وتأخير ، وقد يكون مستعارا لأحدهما من الآخر ، كقولك : الأرض أم البشر ، فإن الام وضع اسما للوالدة أولا ، وكذلك اسم المنافق والكافر والفاسق والصوم والصلاة ، فإنه نقل في الشرع إلى معان ، ولم يترك المعنى الوضعي أيضا . أما الاشتراك مع التركيب فكقوله تعالى : * أو يعفوا الذي بيده عقدة النكاح ) * ( البقرة :
237 ) فإن جميع هذه الألفاظ مرددة بين الزوج والولي ، وأما الذي بحسب التصريف فكالمختار للفاعل والمفعول ، وأما الذي بحسب نسق الكلام فكقولك : كل ما علمه الحكيم فهو كما علمه ، فإن قولك : فهو كما علمه متردد بين أن يرجع إلى كل ما وبين أن يرجع إلى الحكم حتى يقول : والحكيم يعلم الحجر ، فهو إذا كالحجر ، وقد يكون بحسب

نام کتاب : المستصفى نویسنده : الغزالي    جلد : 1  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست