responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستصفى نویسنده : الغزالي    جلد : 1  صفحه : 106


القول الذي يتطرق إليه التصديق أو التكذيب أو هو القول الذي يدخله الصدق أو الكذب ، وهو أولى من قولهم يدخله الصدق والكذب ، إذ الخبر الواحد لا يدخله كلاهما ، بل كلام الله تعالى لا يدخله الكذب أصلا ، والخبر عن المحالات لا يدخله الصدق أصلا ، والخبر قسم من أقسام الكلام القائم بالنفس ، وأما العبارة فهي الأصوات المقطعة التي صيغتها ، مثل قول القائل ، زيد قائم وضارب ، وهذا ليس خبرا لذاته ، بل يصير خبرا بقصد القاصد إلى التعبير به عما في النفس ، ولهذا إذا صدر من نائم أو مغلوب لم يكن خبرا ، وأما كلام النفس فهو خبر لذاته وجنسه ، إذا وجد ، لا يتغير بقصد القاصد ، أما إثبات كون التواتر مفيدا للعلم فهو ظاهر خلافا للسمنية ، حيث حصروا العلوم في الحواس وأنكروا هذا ، وحصرهم باطل ، فإنا بالضرورة نعلم كون الألف أكثر من الواحد ، واستحالة كون الشئ الواحد قديما محدثا وأمورا أخر ذكرناها في مدارك اليقين سوى الحواس ، بل نقول : حصرهم العلوم في الحواس معلوم لهم ، وليس ذلك مدركا بالحواس الخمس ، ثم لا يستريب عاقل في أن في الدنيا بلدة تسمى بغداد ، وإن لم يدخلها ، ولا يشك في وجود الأنبياء ، بل في وجود الشافعي وأبي حنيفة رحمهما الله بل في الدول والوقائع الكبيرة ، فإن قيل : لو كان هذا معلوما ضرورة لما خالفناكم ؟ قلنا : من يخالف في هذا فإنما يخالف بلسانه أو عن خبط في عقله أو عن عناد ، ولا يصدر إنكار هذا من عدد كثير يستحيل إنكارهم في العادة لما علموه ، وعنادهم ولو تركنا ما علمناه ضرورة لقولكم للزمكم ترك المحسوسات بسبب خلاف السوفسطائية ، أما بطلان مذهب الكعبي حيث ذهب إلى أن هذا العلم نظري ، فإنا نقول : النظري هو الذي يجوز أن يعرض فيه الشك ، وتختلف فيه الأحوال ، فيعلمه بعض الناس دون بعض ، ولا يعلمه النساء والصبيان ومن ليس من أهل النظر ، ولا يعلمه من ترك النظر قصدا ، وكل علم نظري ، فالعالم به قد يجد نفسه فيه شاكا ثم طالبا ، ونحن لا نجد أنفسنا شاكين في وجود مكة ووجود الشافعي رحمه الله ، طالبين لذلك ، فإن عنيتم بكونه نظريا شيئا من ذلك فنحن ننكره ، وإن عنيتم به أن مجرد قول المخبر لا يفيد العلم ما لم ينتظم في النفس مقدمتان : إحداهما : أن هؤلاء مع اختلاف أحوالهم وتباين أغراضهم ومع كثرتهم على حال لا يجمعهم على الكذب جامع ، ولا يتفقون إلا على الصدق . والثانية : أنهم قد اتفقوا على الاخبار عن الواقعة فيبتني العلم بالصدق على مجموع المقدمتين ، فهذا مسلم ولا بد وأن تشعر النفس بهاتين المقدمتين حتى يحصل له العلم والتصديق ، وإن لم تتشكل في النفس هذه المقدمات بلفظ منظوم فقد شعرت به حتى حصل التصديق وإن لم يشعر بشعورها ، وتحقيق القول فيه أن الضروري إن كان عبارة عما يحصل بغير واسطة كقولنا : القديم لا يكون محدثا ، والموجود لا يكون معدوما ، فهذا ليس بضروري ، فإنه حصل بواسطة المقدمتين المذكورتين ، وإن كان عبارة عما يحصل بدون تشكل الواسطة في الذهن فهذا ضروري ورب واسطة حاضرة في الذهن لا يشعر الانسان بوجه توسطها وحصول العلم بواسطتها ، فيسمى أوليا وليس بأولي كقولنا الاثنان نصف الأربعة فإنه لا يعلم ذلك إلا بواسطة وهو أن النصف أحد جزئي الجملة المساوي للآخر والاثنان أحد الجزأين المساوي للثاني من جملة الأربعة ، فهو إذا نصف ،

نام کتاب : المستصفى نویسنده : الغزالي    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست