responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 291
قلت: انظر.. لقد ورد في هذه الوثيقة في المادة (23) (وأنكم مهما اختلفتم فيه من شيء، فإن مرده إلى الله وإلى محمد (ص)).. أليس في ذلك نوعا من الديكتاتورية المقيتة؟

ابتسم، وقال: إن هذه المادة تشير إلى أن المرجعية العليا للدولة الإسلامية هي (الله ورسوله).. فالله الذي خلق الخلق هو الذي له الحق في أن يشرع لهم ويحكمهم، ورسوله هو الممثل لدينه والمعرف به.

قلت: قد تصلح هذه المادة للمسلمين، ولكنها لا تصلح لغيرهم.

قال: لقد ذكرت لك أن لكل طائفة حكمها الذاتي الخاص بها والذي تفرضه عليها قناعاتها.. ولكنها فيما سوى ذلك ـ مما يرتبط بالمصالح العامة ـ خاضعة لسلطة الدولة العادلة التي تحكم بما تفرضه قوانين العدالة.

لقد اعترف اليهود في هذه الصحيفة بوجود سلطة قضائية عليا، يرجع إليها سكان المدينة بمن فيهم اليهود بموجب المادة (43)، لكن اليهود لم يُلزموا بالرجوع إلى القضاء الإسلامي دائماً، بل فقط عندما يكون الحدث أو الاشتجار بينهم وبين المسلمين، أما في قضاياهم الخاصة وأحوالهم الشخصية فهم يحتكمون إلى التوراة ويقضي بينهم أحبارهم، ولكن إذا شاءوا، فبوسعهم الاحتكام إلى النبي (ص)، وقد خير القرآن الكريم النبي (ص) بين قبول الحكم فيهم أو ردهم إلى أحبارهم، قال تعالى:﴿ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ (المائدة: 42)

ومن القضايا التي أراد اليهود تحكيم الرسول (ص) فيها اختلاف بني النضير وبني قريظة في دية القتلى بينهما، فقد كانت بنو النضير أعز من بني قريظة، فكانت تفرض عليهم دية مضاعفة لقتلاها، فلما ظهر الإسلام في المدينة امتنعت بنو قريظة عن دفع الضعف، وطالبت بالمساواة في الدية، فنزل قوله تعالى:﴿ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنْفَ بِالأَنْفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ (المائدة: 45)

تقدم رجل آخر، وقال: من النواحي المهمة التي وردت في الصحيفة.. والتي لها شأن خطير في الدستور ما ورد في المادة (40)، فقد جاء فيها: (وأن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة)، وأصل التحريم أن لا يقطع شجرها، ولا يقتل طيرها، ولا يمس أهلها في أموالهم وأنفسهم.

وقد أرسل النبي a أصحابه ليثبتوا أعلاماً على حدود حرم المدينة من جميع الجهات، وحدود المدينة بين لابتيها شرقاً وغرباً، وبين جبل ثور في الشمال وجبل عَيْر

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 291
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست