قال: كاتب هذا السفر مجهول، وهو قد كتب أولاً باللغة العبرية،
والأصل العبري مفقود.. ولم يبق منه إلا نصه باللغة اليونانية، ولذلك نجده ضمن باقي
أسفار العهد القديم في الترجمة السبعينية للتوراة.
قلت: أجل.. ولكن هناك
أدلة كثيرة تدل على أنه من الكتاب المقدس.. فقد أقر مجمع نيقية الأول قانونية هذا
السفر، واعتبره واحداً من الأسفار الموحى بها، كما أن مجمع قرطاجنة في قانونه
السابع والعشرين اعترف بأن هذا السفر من الأسفار القانونية.. ويضاف إلى هذا كله أن
المجمعين اللذين عقد أحدهما في القسطنطينية وأكمل في ياش عام 1642، والذي عقد
ثانيهما في أورشليم عام 1672، قد أقر سفر يهوديت ضمن الكتب المقدسة الموحى بها
قائلين عنها أنها كتب مقدسة إلهية.. كما صدر قرار بنفس هذا المعنى أيضاً من
المجمع التريدنتينى اعترافاً بمجموعة الأسفار القانونية الثانية باعتبار أنها
جميعاً واردة في النسخة السبعينية التي ترجمت فيها التوراة للغة اليونانية سنة 280
قبل الميلاد، وقد عقد هذا المجمع في ترينت عام 1456
م.
بالإضافة إلى هذا كله
استشهد الكثير من القديسين من آباء الجيل الأول والثاني والثالث والرابع وغيرهم
بسفر يهوديت في كتابتهم.. ومنهم إكليمندس الرومانى في رسالته الأولى إلى كورنثوس..
والقديس إكليمندس الإسكندري في كتابة المربى.. والقديس أوريجانوس في كتابه
الصلاة.. والقديس البابا أثناسيوس الرسولي في خطبته الثانية ضد أريوس، والقديس
إيرونيموس والقديس أمبروسيوس وغيرهما فى كتاباتهم.
وفوق هذا.. فإن هناك
اقتباسات من هذا السفر أوردها كل من لوقا وبولس في نصوص العهد الجديد.. ومنها (
فأما الذين يقبلوا البلايا بخشية الرب أبدوا جزعهم وعادوا تذمرهم على الرب،
فاستأصلهم المستأصل وهلكوا بالحيات) ( يهوديت: 8: 24، 25 )، فقد ورد ما يقابله في
رسالة بولس