نام کتاب : وسائل الشيعة ( آل البيت ) نویسنده : الحر العاملي جلد : 0 صفحه : 80
قرره النبي صلى الله عليه وآله بقول : ( إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ) . وبارك الله في جبل عامل فاستمر فيها التشيع إلى يومنا هذا ، مع ما مر به الجبل وساكنوه من ظلم الطواغيت وحكم الجزارين ، فكان الجبل البقعة الملقية قيادها لأهل البيت ( عليهم السلام ) ولكن الكلمة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء . نعم خرج الجبل أعاظم الرجال من الهداة إلى الحق والمجاهدين دونهم ، أمثال الشهيدين العظيمين الذين لا زالت الحوزات العلمية تدرس كتابيهما اللمعة الدمشقية والروضة البهية في مرحلة السطوح . وخرج أيضا قبل الشهيدين وبعدهما المئات من العلماء الذين لم يقتصر جهادهم - في سبيل مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ونشر علومهم - على بلاد لبنان ، بل تعداها إلى البلد الكبير الواسع إيران ، فكانوا علماءه العاملين ، وشيوخ الإسلام فيه المثبتين بدعائم التشيع ، كالمحقق الكركي والشيخ البهائي وشيخنا الحر العاملي . ولو أراد الكاتب أن يجرد منهم قائمة طويلة الذيل لفعل . قال الحر في كتابه أمل الآمل : سمعت من بعض مشايخنا إنه اجتمع في جنازة في قرية من قرى جبل عامل سبعون مجتهدا في عصر الشهيد الثاني رحمه الله [1] . وقال العلامة صاحب الأعيان : خرج من جبل عامل من علماء الشيعة الإمامية ما ينيف عن خمس مجموعهم ، مع إن بلادهم بالنسبة إلى باقي البلدان أقل من عشر العشير . ففي مثل هذا البلد العابق بالولاء للإسلام ولنبيه صلى الله عليه وآله ولآله الكرام عليه السلام . . هذا البلد المعروف بالعطاء العلمي الزاخر ، فتح شيخنا الحر عينه ليرى أين سيكون موقعه فيه !