نام کتاب : وسائل الشيعة ( آل البيت ) نویسنده : الحر العاملي جلد : 0 صفحه : 50
عود على بدء : إنتهى القرن الأول والحديث يتناقل - في الأعم الأغلب - رواية ، وكانت الأحاديث ممزوجة بفتاوى الصحابة وقضاياهم . ولم ولي عمر بن عبد العزيز ( 99 - 101 ه ) ، وكان المحذور الذي يخشاه الخلفاء قد زال ، فأمر بجمع الحديث وتدوينه رسميا ، وأصدر أمره بذلك لابن حزم الأنصاري أن يجمع حديث النبي صلى الله عليه وآله ، وكان محمد بن شهاب الزهري متولي عملية الجمع والتدوين . فقد حدث معمر عن الزهري قال : كنا نكره كتاب العلم حتى أكرهنا عليه هؤلاء الأمراء فرأينا إلا نمنعه أحدا من المسلمين [1] وقال أيضا : استكتبني الملوك فأكتبتهم فاستحييت الله إذ كتبها الملوك إلا أكتبها لغرهم . ولكن لم يصلنا من هذا التدوين السلطاني أثر مكتوب ، غير إن الباب فتح على مصراعيه لمن شاء ، أن يكتب الحديث - غير أولئك الذين سبق ذكرهم وإنهم دونوا الحديث في أوج شدة المنع - فألف كثيرون وجمعوا من الحديث الشريف مجاميع ، ولكنها لا زالت تشمل إلى جانب الحديث النبوي فتاوى الصحابة وقضاياهم . فعلى هذا ، فإن تكوين الحديث وجمعه لم يتطور تطورا جديا ، ولم يحقق تقدما ملموسا إلا بعد فتح باب التدوين ورفع المنع . قد وصلتنا أسماء جماعة ممن دون الحديث في القرن الثاني نذكر جملة منهم . 1 - أبو محمد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج توفي سنة 150 ه بمكة . 2 - محمد بن إسحاق توفي سنة 151 ه بالمدينة . 3 - معمر بن راشد توفي سنة 153 ه باليمن . 4 - سعيد بن أبي عروة توفي سنة 156 ه بالمدينة .