نام کتاب : وسائل الشيعة ( آل البيت ) نویسنده : الحر العاملي جلد : 0 صفحه : 44
وقد روى البلاذري في مثل ذلك في فتوح البلدان . وفي رواية إن عمر قال له : هل علمت من حين إني استعملتك على البحرين وأنت بلا نعلين ، ثم بلغني انك ابتعت أفراسا بألف دينار وستمائة دينار . قال : كانت لنا أفرس تناتجت وعطايا تلاحقت . قال : قد حسبت لك رزقك ومؤونتك ، وهذا فضل فأده . قال : ليس لك ذلك . قال له عمر : بلا والله ، وأوجع ظهرك . ثم قال إليه بالدرة فضربه حتى أدماه . ثم قال له : إيت بها . قال : احتسبتها عند الله . قال : ذلك لو أخذتها ( من حلال ! ) وأديتها طائعا ، أجئت من أقصى حجر بالبحرين يجبى الناس لك ؟ لا لله ولا للمسلمين ، ما رجعت بك أميمة إلا لرعية الحمر ! وما أجود ما قاله الأستاذ أبو رية في كتابه أضواء على السنة المحمدية : وإذا كان قد بلغ من فاقة أبي هريرة وجوعه أن يخر مغشيا عليه ، فيضع الناس أرجلهم على عنقه ! فهل تراه يدع دولة بني أمية ذات السلطان العريض والأطعمة الناعمة ، وينقلب إلى علي الزاهد الفقير الذي كان طعامه القديد ؟ إن هذا لمما تأباه الطباع الإنسانية ، ولا يتفق والغرائز النفسية ! اللهم إلا من عصم ربك ، وقليل ما هم . ولقد عرف بنو أمية صنيعه معهم ، وقدروا موالاته لهم ، فأغدقوا عليه من أفضالهم ، وغمروه برفدهم وأعطيتهم ! فلم يلبث أن تحول حاله من ضيق إلى سعة ، ومن شغف العيش إلى دعة ، ومن فقر إلى ثراء ، وبعد أن كان يستر جسمه بنمرة بالية صار يلبس الخز والكتان الممشق [1] . وعقب على كل ما مر بأن الفقر بذاته ليس عيبا ، وإنما يكون الفقر عيبا إذا
[1] ( 1 ) أضواء على السنة المحمدية : 198 عن ثمار القلوب 86 - 87 .
مقدمة التحقيق 43
نام کتاب : وسائل الشيعة ( آل البيت ) نویسنده : الحر العاملي جلد : 0 صفحه : 44