نام کتاب : وسائل الشيعة ( آل البيت ) نویسنده : الحر العاملي جلد : 0 صفحه : 29
اجتماعية وسياسية من جانب آخر . ثم اتخذ الوضع بعد ذلك صورة أخرى صاغها الوضاعين الزنادقة كعبد الكريم بن أبي العوجاء ، وبيان بن سمعان المهدي فلقد وضعوا ما يفسدوا به الدين ويشوهوا كرامته لدى العقلاء والمثقفين ، ولينحدروا بعقيدة العامة إلى درجة من السخف تثير سخرية الملحدين ، كما يقول الدكتور السباعي ، ومن أمثلة هذه الأحاديث المكذوبة : ( ينزل ربنا عشية عرفة ، على جمل أورق ، يصافح الركبان ، ويعانق المشاة ) . ( إن الله إشتكت عيناه فعادته الملائكة ) . ( النظر إلى الوجه الجميل عبادة ) . . . ولسنا عنا بصدد الحديث عن الآثار التي ترتبت - سابقا ولاحقا - على عملية الدس والوضع ، ولكن يكفي أن نعرف إن ثاني مصدر تشريعي للإسلام يتعرض لكل هذا ضمن عملية غالبها الأعم الاستهداف والتنظيم ، لكي ندرك مدى جسامة وفداحة الأمر ، وما أصوب ما قاله أحدهم إن وضع الحديث على رسول الله كان أشد خطرا على الدين وأنكى ضررا بالمسلمين من تعصب أهل المشرقين والمغربين ، وإن تفرق المسلمين إلى شيع وفرق ومذاهب ونحل له أثر من آثار الوضع في الدين [1] . أما عثمان فكان دوره تواصليا مع دور الخليفة الثاني في ترسيخ عملية الإجتهاد مقابل النص ، ومن ذلك : 1 - إتمام الصلاة في السفر : فإن السنة في الصلاة إنها في السفر ركعتين وفي الحضر أربع [2] . ولكن عثمان في السنة السادسة من خلافته أتم الصلاة بمنى واتخذ ذلك سنة معتذرا بأن الناس قد كثروا في عامهم فصلى أربعا ليعلمهم إن الصلاة تربع [3] . وهو إعتذار مهلهل كما ترى .
[1] أضواء على السنة : 119 . [2] صحيح مسلم 1 : 479 ، وأحكام القرآن للجصاص 2 : 351 ، ومسند أحمر 2 : 45 . [3] سنن البيهقي 3 : 144 .
مقدمة التحقيق 28
نام کتاب : وسائل الشيعة ( آل البيت ) نویسنده : الحر العاملي جلد : 0 صفحه : 29