نام کتاب : وسائل الشيعة ( آل البيت ) نویسنده : الحر العاملي جلد : 0 صفحه : 26
وظل ممدود ) . ولم يكد هذا الحديث يبلغ كعبا ! حتى أسرع فقال - كما روى ابن جرير - : صدق والذي أنزل التوراة على موسى ! والفرقان على محمد ، لو إن رجلا ركب ( حقه ) أو ( جذعة ) [1] ثم دار بأعلى تلك الشجرة ما بلغها حتى يسقط هرما ! إن الله تعالى غرسها بيده ، ونفخ فيها من روحه ، وإن افنانها لمن وراء ستار الجنة ، وما في الجنة نهر إلا وهو يخرج من أصل هذه الشجرة [2] . ومن كيد كعب إنه كان يتكهن بالمغيبات ، ولنضرب لذلك - هنا - مثلا واحدا نجتزئ به ، فعندما اشتعلت نيران الفتنة في زمن عثمان واشتد زفيرها ، حتى التهمت عثمان فقتلته وهو في بيته ، لم يدع هذا الكاهن الماكر هذه الفرصة دون أن يهتبلها بل أسرع ينفخ في نارها ويسهم بكيده اليهودي فيها ما استطاع إلى ذلك سبيلا ، وقد كان من كيده في هذه الفتنة أن أرهص - بيهوديته - بأن الخلافة بعد عثمان ستكون لمعاوية ! فقد روى وكيع عن الأعمش عن أبي الصباح [3] إن الحادي كان يحدوا بعثمان يقول : إن الأمير بعده علي وفي الزبير خلق رضي فقال كعب الأحبار : بل هو صاحب البغلة الشهباء ! ( يعني معاوية ) وكان يراه يركب بغلة . فبلغ ذلك معاوية فأتاه فقال : يا أبا إسحاق ما تقول هذا ! وها هنا علي والزبير وأصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله ) ! قال : أنت صاحبها . ولعله أردف ذلك بقوله : أني وجدت ذلك في الكتاب الأول ! ! [4] . وفي زمان معاوية كان كعب في الشام ، وقد قربه وأدناه وكان يسأله عن أمور .
[1] الحقة من الإبل هي ابنة ثلاث سنين ودخلت في الرابعة ، والجذعة الناقة التي بلغت الخامسة . [2] أبو هريرة 101 - 102 . [3] ص 51 من رسالة النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم للمقريزي . [4] أضواء على السنة المحمدية : 180
مقدمة التحقيق 25
نام کتاب : وسائل الشيعة ( آل البيت ) نویسنده : الحر العاملي جلد : 0 صفحه : 26