نام کتاب : وسائل الشيعة ( آل البيت ) نویسنده : الحر العاملي جلد : 0 صفحه : 24
وكان الناس يصلون نافلة شهر رمضان فرادى واستمروا على ذلك مدة خلافة أبي بكر ، ولما جاء الخليفة الثاني استحسن أن يوحدهم بصلاة إمام واحد ، ففعل وعمم أمره إلى سائر البلدان الإسلامية ، متحديا السنة بالاستحسان وكان يقول نعمت البدعة هذه [1] . نقول إنما مر ذكره من اجتهادات الخليفة الثاني ليست إلا غيضا من فيض فمساهمة الخليفة الثاني بنفسه في تقوية هذا الوضع ، وتوهين أمر السنة الشريفة ، أكثر من أن يتم حصره في هذه الصفحات القليلة ، فلمزيد من الاطلاع يراجع كتاب النص والاجتهاد للإمام شرف الدين ، والغدير للعلامة الكبير الأميني وغيرهما . وأما الأمر الأول - وضع الحديث - فلعل إلقاء أضواء يسيرة على حياة من اشتهروا بذلك ككعب ووهب كافية للتدليل على مدى المجال الذي فسح لهم في عهد الخليفة الثاني . وأشهر من كونه الخليفة ورباه على عينه كعب أحبار اليهود المعروف بكعب الأحبار [2] . فكعب قدم إلى المدينة في خلافة عمر شيخا شارف السبعين من عمره ، ولم يجئ إليها حين كان نور رسول الله صلى الله عليه وآله يغمر أرضها وقلوب الناس فيها ، ولا في خلافة أبي بكر ، بل جاء إلى المدينة وقد أسلمت جزيرة العرب كلها ليدعي إنه يريد أن يسلم . فأسلم - كما يقولون - على يد عمر ، واستبقاه عنده في المدينة ، وكان يسأله عن مبدأ الخلق وقضايا المعاد وتفسير القرآن وغير ذلك . فأخذ كعب اليهودي يبث سمومه في المسلمين ، وقد بلغ من علو شأنه إنه
[1] موطأ مالك 1 : 114 ، كنز العمال 8 : 407 / 23466 . [2] هو كعب بن ماتع الحميري اليماني ، الذي كان يهوديا فأسلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله ، وقدم المدينة من اليمن في أيام عمر ، فجالس أصحاب محمد صلى الله عليه وآله : فكان يحدثهم عن الكتب الإسرائيلية ويحفظ عجائب ، توفي بحمص في أواخر خلافة عثمان . سير أعلام النبلاء 3 : 489 فما بعد ترجمة 111 .
مقدمة التحقيق 23
نام کتاب : وسائل الشيعة ( آل البيت ) نویسنده : الحر العاملي جلد : 0 صفحه : 24