نام کتاب : خصائص الأئمة نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 37
ومطروف العين بالضلالة ، لا يفيق من سكرة الهوى ، فيتبين الطريقة المثلى ، وبين عالم بفضلهم ، خابر بطيب فرعهم ، وأصلهم ، يكتم معرفته معاندة ، ويغالط نفسه مكايدة ، ترجيبا ( 1 ) لغرس قد غرسه ، وتوطيدا لبناء قد أسسه ، وتنفيقا قد قامت له ، وائتجارا ( 2 ) لجماعة قد التفت عليه . وكل ذلك طلبا لحطام هذه الدنيا ، الوبيل مرتعها ، الممر مشربها ، المنغص نعيمها ، وسرورها ، المظلم ضياؤها ونورها ، الصائرة بأهلها إلى أخشن المصارع ، بعد ألين المضاجع ، والناقلة لهم إلى أفزع المنازل ، بعد أمن المعاقل ، على قرب من المعاد ، وعدم من الزاد ، ثم تتقلب بهم إلى حيث " تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا ، وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا " ( 3 ) . فعاقني عن إجابتك - إلى ملتمسك - ما لا يزال يعوق من نوائب الزمان ، ومعارضات الأيام إلى أن أنهضني إلى ذلك اتفا اتفق لي فاستثار حميتي ، وقوى نيتي ، واستخرج نشاطي وقدح زنادي ، وذلك أن بعض الرؤساء - ممن غرضه القدح في صفاتي ، والغمز لقناتي ، والتغطية على مناقبي ، والدلالة على مثلبة - إن كانت لي - لقيني ، وأنا متوجه عشية عرفة من سنة ثلاث وثمانين هجرية ، إلى مشهد مولانا أبي الحسن موسى بن جعفر ، وأبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهما السلام ، للتعريف هناك ، فسألني عن متوجهي فذكرت له إلى أين مقصدي ، فقال لي : متى كان ذلك ؟ يعني أن جمهور الموسويين جارون على منهاج واحد في القول بالوقف ، والبراءة ممن قال بالقطع ، وهو عارف بأن الإمامة مذهبي ، وعليها عقدي ومعتقدي ، وإنما أراد التنكيت لي ، والطعن على ديني ، فأجبته في الحال بما اقتضاه كلامه ، واستدعاه خطابه ، وعدت وقد قوى عزمي ، على عمل هذا الكتاب إعلانا
1 - الترجيب : يدل على دعم شئ بشئ وتقويته . المقاييس 2 / 495 . 2 - في الأصل : اتجرارا . وفي المطبوعة : استجرارا . والصواب ما أثبتناه . 3 - سورة آل عمران / 30 .
نام کتاب : خصائص الأئمة نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 37