نام کتاب : خصائص الأئمة نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 23
للدين ، ويرجع إليه فيما يثمر به العلم واليقين ، وأخبرتني برغبتها أدام الله توفيقها في ذلك الخ ( 1 ) . وعلى كل فالشريف الرضي كان بحاشيتي نسبه قابضا على عضادتي الإمامة فهو ابن الإمامين زين العابدين علي بن الحسين ، وأبي إبراهيم موسى بن جعفر الكاظم عليهم السلام ، ومن ناحية الأعمام والأخوال يكرع بكؤوس الفخار ويتزمل مطارف العلا وقد أثر هذا النسب الوضاح في شعره وتمشى في أدبه فيقول : ما عذر من ضربت به أعراقه * حتى بلغن إلى النبي محمد أن لا يمد إلى المكارم باعه * وينال منقطع العلا والسؤدد ( 2 ) ومن يقرأ شعر الشريف الرضي بتأمل يعرف نفسيته وطموحه إلى الخلافة وأولويته بها وتباهيه بخيمه ، وتمجده بآبائه الأكارم ، وشعره ميادين حروب ، وغمرات اجال ، وشعور ملتهب ، ونفس جائشة تتلمض للوثبة والانطلاق والتحرر كل ذلك للأغلال التي أرهق بها رهطه الأنجاد والسجون التي أوصدت عليهم ، والدماء السواجم التي أراقتها سيوف الظلم والعدوان والتمادي وهذا هو الذي أودع فيه روحا متحمسة وثابة ماثلة بين عيني المتصفح لديوانه . ولا غرابة في ذلك بعد أن انحدر السيد الشريف من أصلاب الشرف العلوي ، ودرت عليه أخلاف المجد الهاشمي ، وبزغ في ظلال أسرة الزعامة والعظمة ، ودرج في أحضان الإمامة فكان لهذا أثر بليغ في ترفعه وشممه ومحاولاته وعواطفه وميوله ، حتى أوجب لنفسه الكفاية في تسنم أريكة الخلافة ، فيقول مخاطبا الخليفة العباسي القادر بالله : عطفا أمير المؤمنين فإننا * عن دوحة العلياء لا نتفرق ما بيننا يوم الفخار تفاوت * أبدا كلانا في المعالي معرق
1 - مستدرك الوسائل 3 / 516 . 2 - ديوان الشريف الرضي 1 / 273 .
نام کتاب : خصائص الأئمة نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 23