( فلا يخرج منها إلا للضرورة وفي الصباح يأتيه من كان يعينه على مقابلة ما يحتاج إلى تصحيحه ومقابلته مما صنفه أو استنسخه من كتب الحديث وغيرها . . وكان إذا دخل عليه أحد في حال المقابلة اعتذر منه ، أو قضى حاجته باستعجال ، لئلا يزاحم وروده أشغاله العلمية ومقابلته .
أما في الأيام الأخيرة وحينما كان مشغولا بتكميل ( المستدرك ) فقد قاطع الناس على الاطلاق ، حتى أنه لو سئل عن شرح حديث ، أو ذكر خبر ، أو تفصيل قضية ، أو تاريخ شئ ، أو حال راو ، أو غير ذلك من مسائل الفقه والأصول . لم يجب بالتفصيل بل يذكر للسائل مواضع الجواب ومصادره فيما إذا كان في الخارج ، وأما إذا كان في مكتبته فيخرج الموضوع من أحد الكتب ويعطيه للسائل ليتأمله ، كل ذلك خوف مزاحمة الإجابة الشغل الأهم من القراءة والكتابة ) .
وقد شهد بمكانة المستدرك وأهميته فحول العلماء ، وأقطاب الفقهاء ، وكبار المحققين ، وأعاظم المجتهدين في عصره كالشيخ الأعظم الميرزا محمد تقي الشيرازي ( ت / 1338 ه ) .
وشيخ الشريعة الأصفهاني ( ت / 1339 ه ) .
والشيخ المحقق محمد كاظم الخراساني ( ت / 1329 ه ) .
- صاحب الكفاية - الذي نقل عنه أنه كان يقول . ان الحجة للمجتهد في عصرنا هذا لا تتم قبل الرجوع إلى المستدرك .
وهذه شهادة تكشف عن أهمية المستدرك في نظر الفقهاء ، وتجعله كتابا متحدا مع الوسائل في أهدافه وغاياته ، أو كما يقول النوري ، قدس سره - : صار الوسائل ومستدركه كتابين كأنهما نجمان مقترنان يهتدى بهما على مرور الدهور والأزمان ، أو بحران ملتقيان يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان .