نام کتاب : ثواب الأعمال نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 0 صفحه : 5
فمما يكشف عن مزيد عناية الأب بتربية ابنه رسالته التي كتبها لأجله لخص له فيها كثيرا من الأصول الحديثية ، فاختصر الطريق بطرح الأسانيد والجمع بين النظائر ، والاتيان بالخبر مع قرينه حتى قيل أنه أول من ابتكر ذلك في رسالته إلى ابنه ، وكثير ممن تأخر عنه يحمد طريقته فيها ، ويعول عليها في مسائل لا يجد النص عليها ، لثقته وأمانته وموضعه من الدين والعلم وهذه الرسالة من مصادر كتاب ( من لا يحضره الفقيه ) نقل عنها المؤلف كثيرا ، وصرح بذلك . والذي يسترعي الانتباه كثرة مرويات المؤلف عن طريق أبيه كثرة تفوق مروياته عن كل من شيوخه الآخرين ، مما يدلنا على مدى استعداده الذهني والنبوغ المبكر الذي كان له أكبر الأثر في قابليته الجيدة لكل ما يقرأ ويسمع . ولا غرابة في نتائج الاحصاء والمقارنة التي تثبت أن الأب - وهو المنبع الأول من منابع ثقافة وليده المرجى - بذل أقصى جهده في سبيل تثقيف ولده وإسماعه أكبر عدد من مروياته ، حتى كان أكثر ما يرويه الولد هو عن طريق شيخه الأول ومربيه الأكمل والده أبي الحسن رحمه الله . وللتدليل على ذلك خذ مثلا كتابا من كتب المؤلف رحمه الله ، ونظم إحصاءا شاملا لمروياته عن كل من شيوخه فستخرج بنتيجة أن للأب السهم الأوفر من تلك الروايات . وهذا كتابه ( من لا يحضره الفقيه ) لما كان هو أكبر كتبه وأكثرها رواية فقد اختصر أسانيده مقتصرا على ذكر من ينتهي إليه سند الرواية ، وكان هو الراوي الأول ، ووضع في آخره مشيخة ذكر فيها إسناده إلى أولئك الرواة الذين ورد الحديث عنهم في الكتاب ولم يعرف طريق المصنف إليهم ، ومن هذه المشيخة يستطيع الباحث كشف حقيقة ما قلناه عن كثرة رواياته عن أبيه على قصر المدة التي عايشه فيها حتى فاقت رواياته ما يرويه
ترجمة المؤلف 14
نام کتاب : ثواب الأعمال نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 0 صفحه : 5