نام کتاب : الحاشية على أصول الكافي نویسنده : محمد بن حيدر النائيني جلد : 1 صفحه : 53
مَطيّةً ، ومطيّةُ العقلِ التواضعُ ، وكفى بك جهلاً أن تركبَ ما نُهيتَ عنه . يا هشام ، ما بعث الله أنبياءَه ورسلَه إلى عبادِه إلاّ ليعْقِلوا عن الله ، فأحْسَنُهم استجابةً أحْسَنُهم معرفةً ، وأعلَمُهم بأمر الله أحسنهم عقلاً ، وأكْمَلُهم عقلاً أرْفَعُهم درجةً في الدنيا والآخرة . يا هشام ، إنّ لله على الناس حُجّتينِ : حُجّةً ظاهرةً ، وحُجّةً باطنةً ، فأمّا الظاهرةُ فالرُّسُلُ والأنبياء والأئمّةُ ( عليهم السلام ) ، وأمّا الباطنةُ فالعقولُ . يا هشام ، إنّ العاقلَ الذي لا يَشْغَلُ الحلالُ شكرَه ، ولا يَغْلِبُ الحرامُ صبرَه . يا هشام ، مَن سلّطَ ثلاثاً على ثلاث فكأنّما أعانَ على هَدْم عقله : من أظلم نورَ تفكّره بطول أمله ، ومحا طرائفَ حكمته بفضول كلامه ، وأطفأ نورَ عِبْرته بشهوات نفسه ، فكأنّما أعانَ هواهُ على هَدْم عقلِه ، ومن هَدَمَ عقْلَه أفسَدَ عليه دينه ودنياه . يا هشام ، كيف يزكو عند الله عملُكَ ، وأنت قد شغلتَ قلبَك عن أمر ربّك ، وأطعْتَ هواك على غلبة عقلك ؟ ! يا هشام ، الصبرُ على الوحدةِ علامة قوّةِ العقلِ ، فمن عَقَلَ عن الله اعتزلَ أهلَ الدنيا والراغبين فيها ، ورَغِبَ فيما عند اللهِ ، وكانَ الله أُنْسَه في الوحشة ، وصاحبَه في الوحدة ، وغِناهُ في العَيْلَةِ ، ومُعِزَّهُ من غير عَشيرة .
نام کتاب : الحاشية على أصول الكافي نویسنده : محمد بن حيدر النائيني جلد : 1 صفحه : 53