نام کتاب : الحاشية على أصول الكافي نویسنده : محمد بن حيدر النائيني جلد : 1 صفحه : 253
ضُمَّ إليه مِثلُه صارَ أكبَرَ ، وفي ذلك زوالٌ وانتقالٌ عن الحالة الأُولى ، ولو كانَ قديماً ما زالَ ولا حالَ ؛ لأنَّ الذي يَزولُ ويَحولُ يَجوزُ أن يوجَدَ ويُبْطَلَ فيكونُ بوجوده بعد عدمِه دخول في الحَدَث ، وفي كونه في الأزل دخولُه في العدم ، ولن تجتمعَ صفةُ الأزلِ والعدم والحدوث والقدم في شيء واحد " . فقال عبد الكريم : هَبْكَ علمتَ في جَرْي الحالتينِ والزمانينِ على ما ذكرتَ واستدللتَ بذلك على حدوثها ، فلو بَقِيَتِ الأشياءُ على صِغَرها من أين كان لك أن تَستدلَّ على حدوثهنَّ ؟ فقال العالم ( عليه السلام ) : " إنّما نتكلّم على هذا العالَم الموضوعِ ، فلو رفعناه ووضعنا عالَماً آخَرَ كانَ لا شيءَ أدَلَّ على الحدث من رَفْعِنا إيّاه ووَضعنا غيرَه ، ولكن أُجيبُك من حيث قَدَّرْتَ أن تُلْزِمَنا ، فنقول : إنَّ الأشياءَ لو دامَتْ على صِغَرِها لكانَ في الوهم أنّه متى ضُمَّ شيءٌ إلى مثله كانَ أكبر ، وفي جواز التغيير عليه خروجُه من القِدَم ، كما أنّ في تغييره دخولَه في الحَدَث ليس لك وراءَه شيءٌ يا عبد الكريم " فانقطع وخزي . فلمّا كان من العام القابل التَقَى معه في الحَرَم ، فقال له بعض شيعته : إنَّ ابن أبي العوجاء قد أسْلَمَ ، فقالَ العالِمُ ( عليه السلام ) : " هو أعمى من ذلك لا يُسْلِمُ " . فلمّا بَصُرَ بالعالم قال : سيّدي ومولاي ، فقال له العالم ( عليه السلام ) : " ما جاء بك إلى هذا الموضع ؟ " فقال : عادةُ الجَسَدِ ، وسنّةُ البَلَدِ ، ولِنَنْظُرَ ما الناسُ فيه من الجنون والحَلْق ورَمْي الحجارة ؟ فقال له العالم ( عليه السلام ) : " أنت بعدُ على عُتُوِّكَ وضَلالِك يا عبد الكريم " . فذهب يتكلّم ، فقال له ( عليه السلام ) : " لا جدال في الحجّ " ونَفَضَ رداءه من يده وقال : " إن يكن الأمرُ كما تَقولُ وليس كما تَقولُ ، نجونا ونجوتَ ، وإن يكن الأمر كما نقول وهو كما نقول ، نجونا وهلكتَ " . فأقبل عبد الكريم على مَن معه ، فقال : وجدت في قلبي حزازةً فرُدُّوني ، فَرَدُّوه ، فماتَ لا رَحِمَهُ اللهُ . 3 . حدَّثني محمّد بن جعفر الأسديّ ، عن محمّد بن إسماعيل البرمكيّ الرازيّ ، عن الحسين بن الحسن بن بُرْد الدينوري ، عن محمّد بن عليّ ، عن محمّد بن عبد الله الخراسانيّ خادمِ الرضا ( عليه السلام ) قال : دَخَلَ رجلٌ من الزنادقة على أبي الحسن ( عليه السلام ) وعندَه جَماعةٌ . فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : " أيّها الرجلُ ، أرأيتَ إن كانَ القولُ قولَكم ، وليس هو كما تقولونَ ، ألَسْنا وإيّاكم شَرَعاً سَواءً ، لا يَضُرُّنا ما صَلَّينا وصُمْنا وزَكَّيْنا وأقْرَرْنا ؟ " . فسَكَتَ الرجلُ ، ثمّ
نام کتاب : الحاشية على أصول الكافي نویسنده : محمد بن حيدر النائيني جلد : 1 صفحه : 253